آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ١٤٣
* * كان النبي صلى الله عليه وآله قد عين حاكما لمكة بعد فتحها، هو عتاب بن أسيد الأموي ، وجعل معه أنصاريا.. وهو تعيين له دلالته النبوية البليغة!
ولكن قريشا كانت لا تعرف إلا سهيلا ولا تسمع إلا كلامه.. وتعتبر أن عتابا وإن كان قرشيا أمويا، إلا أنه من جماعة محمد ومن بني عمه الأمويين!
والدليل على ذلك أنه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله ارتدت قريش عن الإسلام، وخاف حاكمها عتاب أن يقتلوه فاختبأ من سيوفهم مع أنه قرشي أموي.. وبعد أيام وصلهم خبر يطمئنهم ببيعة أبي بكر التيمي، وأن أحدا من بني هاشم لن يحكم بعد محمد صلى الله عليه وآله فاطمأن سهيل بن عمرو، وخطب في قريش بنفس خطبة أبي بكر في المدينة، والتي مفادها أنه من كان يعبد محمدا فإن إلهه قد مات، ونحن لا نعبد محمدا، بل هو رسول بلغ رسالته ومات، وهو ابن قريش وسلطانه سلطان قريش، وقد اختارت قريش حاكما لنفسها بعده وهو أبو بكر، فاسمعوا له وأطيعوا.
لقد طمأنهم سهيل بأن الأمر بيد قريش، وليس بيد بني هاشم ولا بيد الأنصار اليمانية الذين (يعبدون) محمدا، فلماذا الرجوع عن الإسلام!
فأطاعته قريش وانتهى مشروع الردة! وأصدر سهيل أمره لعتاب الحاكم من قبل النبي صلى الله عليه وآله: أخرج من مخبئك، واحكم مكة باسم الزعيم القرشي غير الهاشمي أبي بكر بن أبي قحافة بن تيم بن مرة!
(راجع سيرة ابن هشام: 4 / 1079، وفيها: فتراجع الناس وكفوا عما هموا به، وظهر عتاب بن أسيد!!).
سهيل بن عمرو يناضل لاستقلال دولة قريش!
اقتنعت قريش بعد فتح مكة بأن العمل العلني ضد محمد صلى الله عليه وآله محكوم بالفشل .. فركزت جهودها على العمل السياسي المتقن، والعمل السري الصامت، لإبعاد عترته عن الخلافة، وجعلها في غيرهم من قريش..
كانت أكبر مشكلة في نظر قريش أن النبي صلى الله عليه وآله يسير قدما في ترتيب الأمر من بعده لعلي، ومن بعده للحسن والحسين، أولاد ابنته فاطمة.. وقريش لا تطيق عليا ولا
(١٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 ... » »»