آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ١٦٣
والدميري في حياة الحيوان: 1 / 79.. وغيرهم، وغيرهم.
وممن أخذ بهذا القول صاحب السيرة الحلبية: 3 / 327، وقد اغتنم فرصة الآية وارتباطها بحراسة النبي صلى الله عليه وآله لإثبات فضيلة لأبي بكر بن أبي قحافة فقال: (حراسه صلى الله عليه وآله قبل أن ينزل عليه قوله تعالى: والله يعصمك من الناس.. سعد بن معاذ حرسه ليلة يوم بدر، وفي ذلك اليوم لم يحرسه إلا أبو بكر شاهرا سيفه حين نام بالعريش ). انتهى.
وبذلك ناقض هذا الحلبي نفسه وجاء بدليل على ضد مراده، لأن إلغاء الحراسة إذا كان قبل الهجرة، فلم تبق حاجة لحراسة أبي بكر وغيره في بدر! على أن أصل وجود عريش للمسلمين في بدر أمر مشكوك، لأن المسلمين نزلوا بالعدوة القصوى وهي منطقة مكشوفة!
مضافا إلى أن الحاكم روى رواية وصححها على شرط مسلم، تذكر أن ثلث المسلمين حرسوا النبي صلى الله عليه وآله في بدر، وهو أمر معقول.
قال الحاكم: 2 / 326: (عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال سألته عن الأنفال، قال : فينا يوم بدر نزلت، كان الناس على ثلاث منازل، ثلث يقاتل العدو، وثلث يجمع المتاع ويأخذ الأسارى، وثلث عند الخيمة يحرس رسول الله صلى الله عليه وآله، فلما جمع المتاع اختلفوا فيه... فجعله إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقسمه على السواء). انتهى .
* * ويدل على بطلان هذا القول الذي ربط الآية بالحراسة:
أولا: ما تقدم في القول الأول.
ثانيا: نفس روايات القول الثالث وغيره، التي تنص على أن إلغاء الحراسة المزعوم حصل في المدينة، وليس في مكة.
ثالثا: أن عمدة رواياته رواية القبة عن عائشة، ورواية حراسة العباس.. أما الروايات الأخرى فكلها غير مسندة، وغرض بعضها تقليل دور أبي طالب في نصرة النبي صلى الله عليه وآله كما هو واضح، وأن أبا طالب لم بكن له دور في مكة.
كما يلاحظ في الرواية الأولى أنها تريد إثبات فضيلة للعباس بأنه كان حارس النبي صلى
(١٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 ... » »»