وقال عمر: من هو يا رسول الله؟
قال هو خاصف النعل، وكان أعطى عليا نعله يخصفها. هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث ربعي عن علي).
وروى أبو داود: 1 / 611: (عن ربعي بن حراش عن علي بن أبي طالب قال: خرج عبدان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعني يوم الحديبية قبل الصلح، فكتب إليه مواليهم فقالوا : يا محمد والله ما خرجوا إليك رغبة في دينك، وإنما خرجوا هربا من الرق!
فقال ناس: صدقوا يا رسول الله ردهم إليهم!
فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: ما أراكم تنتهون يا معشر قريش حتى يبعث الله عليكم من يضرب رقابكم على هذا! وأبى أن يردهم وقال: هم عتقاء الله عز وجل). انتهى .
ولا يغرك ذكر الحديبية في الحديث، فهو من أساليب رواة البلاط القرشي في التزوير التي يستعملونها كثيرا! فالحادثة وقعت بعد فتح مكة، ولو كانت قبله لطالب سهيل النبي صلى الله عليه وآله بالوفاء لهم بشرطهم، لأنهم شرطوا على النبي صلى الله عليه وآله في صلح الحديبية أن يرد إليهم من يأتيه منهم، وأن لا يردوا إليه من يأتيهم من المسلمين!
ولو كانت قبل فتح مكة، لكانت مطالبة طبيعية بشرطهم، وما استحقت هذا الغضب النبوي الشديد ، وهو لا يغضب إلا بحق.. ولا يغضب إلا لغضب الله تعالى!
ولو كانت قبل فتح مكة وقبل (دخول) قريش في الإسلام لما قالوا في مطالبتهم بأولادهم وعبيدهم المهاجرين (سنفقههم) فهذا لا يقوله إلا الطلقاء الذين يدعون الإسلام!
كما أن بعض رواياتهم صرحت بأن الحادثة كانت بعد فتح مكة، وفضحت التزوير القرشي للقضية ! فقد روى الحاكم في المستدرك: 2 / 138:
(عن ربعي بن حراش عن علي رضي الله عنه قال: لما افتتح رسول الله صلى الله عليه وآله مكة، أتاه ناس من قريش فقالوا: يا محمد إنا حلفاؤك وقومك، وإنه لحق بك أرقاؤنا ليس لهم رغبة في الإسلام، وإنما فروا من العمل فارددهم علينا! فشاور أبا بكر في أمرهم فقال: صدقوا يا رسول الله!
فقال لعمر: ما ترى؟ فقال مثل قول أبي بكر.