آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ١٢٣
علي، إنك أمس القوم بي رحما، وأقربهم مني قرابة، وقد جئتك فلا أرجعن كما جئت خائبا ، إشفع لي إلى رسول الله فيما قصدته. فقال له: ويحك يا با سفيان، لقد عزم رسول الله صلى الله عليه وآله على أمر ما نستطيع أن نكمله فيه.
فالتفت أبو سفيان إلى فاطمة عليها السلام، فقال لها: يا بنت محمد هل لك أن تأمري ابنيك أن يجيرا بين الناس فيكونا سيدي العرب إلى آخر الدهر. فقالت: ما بلغ بنياي أن يجيرا بين الناس، وما يجير أحد على رسول الله صلى الله عليه وآله. فتحير أبو سفيان وسقط في يده، ثم أقبل على أمير المؤمنين عليه السلام فقال: يا با الحسن، أرى الأمور قد التبست علي فانصح لي. فقال له أمير المؤمنين: ما أرى شيئا يغني عنك ولكنك سيد بني كنانة فقم فأجر بين الناس، ثم الحق بأرضك. قال: فترى ذلك مغنيا عني شيئا؟
قال: لا والله لا أظن ولكني لا أجد لك غير ذلك.
فقام أبو سفيان في المسجد فقال: أيها الناس، إني قد أجرت بين الناس. ثم ركب بعيره فانطلق!
فلما قدم على قريش قالوا: ما ورائك؟ قال: جئت محمدا فكلمته، فوالله ما رد علي شيئا ، ثم جئت ابن أبي قحافة فلم أجد فيه خيرا، ثم لقيت ابن الخطاب فوجدته فظا غليظا لا خير فيه، ثم أتيت عليا فوجدته ألين القوم لي، وقد أشار في شئ فصنعته، والله ما أدري يغني عني شيئا أم لا، فقالوا: بم أمرك؟ قال: أمرني أن أجير بين الناس ففعلت. فقالوا له: فهل أجار ذلك محمد؟ قال: لا. قالوا: ويلك والله ما زاد الرجل على أن لعب بك ، فما يغني عنك؟ قال أبو سفيان: لا والله ما وجدت غير ذلك!). انتهى.
وروى نحوه ابن كثير في البداية والنهاية: 4 / 319 قبائل قريش كانت قريش أكثر من عشرين قبيلة منها:
بنو هاشم بن عبد مناف بنو أمية بن عبد شمس بنو عبد الدار بن قصي بنو مخزوم بن يقظة بن مرة
(١٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 ... » »»