آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ١٢٧
بإذن الله تعالى، ووجد فيها غزالين من ذهب فزين بذهبهما باب الكعبة.. وبذلك فاز بمأثرة جديدة فقد كان مطعم الحجيج، وصار بسبب شحة الماء في مكة ساقي الحرم والحجيج!
ثم طمأن الناس عند غزو الحبشة للكعبة، بأن الجيش لن يصل إليها، وأن الله تعالى سيتولى دفعهم.. فصدقت نبوءته، وأرسل الله عليهم طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل، فجعلهم كعصف مأكول.
ثم وضع عبد المطلب للناس مراسم وسننا، كأنه نبي أو ممهد لنبي، فجعل الطواف سبعا!
وكان بعض العرب يطوفون بالبيت عريانين لأن ثيابهم ليست حلالا، فحرم عبد المطلب ذلك !
ونهى عن قتل الموؤودة. وأوجب الوفاء بالنذر، وتعظيم الأشهر الحرم. وحرم الخمر. وحرم الزنا ووضع الحد عليه، ونفى البغايا ذوات الرايات إلى خارج مكة. وحرم نكاح المحارم . وأوجب قطع يد السارق. وشدد على القتل، وجعل ديته مئة من الإبل.. والملاحظ أن كل ذلك قد أقره الإسلام!
كانت مكانة عبد المطلب تتعاظم في قريش وفي قبائل العرب، وزعماء قريش يأكلهم الحسد منه ! حتى جروه مرتين إلى المنافرة والاحتكام إلى الكهان، فنصره الله عليهم بكرامة جديدة ، وتعاظمت مكانته أكثر!
ولعل أكثر ما أثار زعماء قريش في آخر أيام عبد المطلب، أنه ادعى أنه مثل جده إبراهيم عليه السلام، ونذر أن يذبح أحد أولاده قربانا لرب الكعبة... إلى آخر قصة نذر عبد الله والد النبي وفدائه!
* * وما أن استراح زعماء قريش من عبد المطلب، حتى ظهر ولده أبو طالب وساد في قومه وفي قريش والعرب رغم قلة ماله، وأخذ مكانة أبيه وجده، وواصل سيرة أبيه عبد المطلب ومقولاته .
وفي أيام أبي طالب وقعت المصيبة على زعماء قريش عندما ادعى ابن أخيه محمد صلى الله عليه وآله النبوة، وطلب منهم الإيمان به وإطاعته!
وزاد من خوفهم أن عددا من بني هاشم وبني المطلب آمنوا بنبوته، وأعلن عمه أبو طالب حمايته
(١٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 ... » »»