آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ١١٩
إن الله لا يهدي القوم الكافرين: الذين يظلمون عترتك من بعدك، ويبدلون نعمة الله كفرا ، ويظلمون بذلك الأمة، ويقودونها إلى الصراعات على الحكم، ويسببون انهيارها.. إلى أن يبعث الله المهدي من ولدك!
* * يهودية قريش.. أوجبت عصمة إضافية لنبينا صلى الله عليه وآله تدل الآية الكريمة والنصوص العديدة على أن تبليغ النبي صلى الله عليه وآله لرسالة ربه في عترته عليهم السلام، كان من شأنه أن يزلزل الأمة الجديدة العهد بالإسلام، ويهدد أصل نبوته صلى الله عليه وآله! فما هو السبب، والظروف التي كانت قائمة؟!
إن مصدر الخطر على ترتيب النبي صلى الله عليه وآله لأمر الخلافة من بعده كان محصورا في قريش وحدها.. وحدها.. فلا قبائل العرب غير قريش، ولا اليهود، ولا النصارى.
. يستطيعون التدخل في هذا الموضوع الداخلي وإعطاء الرأي فيه، فضلا عن عرقلة تبليغه أو تنفيذه!
والظاهر أن النبي صلى الله عليه وآله كان شبه آيس من إمكانية تنفيذ هذا الموضوع، وأنه كان يخشى ظهور الردة من مجرد تبليغه بشكل صريح ورسمي! والسبب في ذلك طبيعة قريش، وتعقيدها النفسي، وتركيبتها الذهنية المراوغة كقبائل اليهود الذين عانى منهم موسى والأنبياء عليهم السلام!
قريش منجم الفراعنة إذا تغاضينا عن أحاديث طعن النبي صلى الله عليه وآله في أنساب زعماء قريش الذين واجهوا آيات ربهم.. وطعن عمه أبي طالب نسابة قريش رضي الله عنه في أنسابهم.. وطعن علي عليه السلام في أنسابهم.. وقلنا بصحة أنسابهم إلى إسماعيل عليه السلام.. فإنهم يكونون ذرية إسماعيل الفاسدة، لأنهم جمعوا بين صفات اليهود المعقدة من بني عمهم إسحاق، وبين غطرسة رؤساء القبائل الصحراوية الخشنة!
وقريش.. باستثناء بني هاشم والقليل القليل من غيرهم، منجم للتكبر والشيطنة! فقد حكم الله سبحانه على زعمائها بأنهم فراعنة تماما، بالجمع لا بالمفرد، فقال تعالى:
(إنا أرسلنا إليكم رسولا شاهدا عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولا. فعصى فرعون الرسول
(١١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 ... » »»