فننظر كيف يعملون. قال: قلت: إن شئت، فجئناهم فنظرنا إلى أعمالهم ساعة ثم غشينا النوم، فانطلقت أنا وعلي حتى اضطجعنا في ظل صور من النخل وفي دقعاء من التراب، فنمنا فوالله ما أهبنا إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحركنا برجله وقد تربنا من تلك الدقعاء التي نمنا فيها يومئذ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه، مالك يا أبا تراب لما يرى عليه من التراب. ثم قال: ألا أحدثكما بأشقى الناس رجلين؟ قلنا: بلى يا رسول الله. قال: أحيمر ثمود الذي عقر الناقة والذي يضربك على هذه - ووضع يده على قرنه - حتى يبل منها هذه - وأخذ بلحيته.
ومنهم العلامة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي المتوفى سنة 458 في كتاب (دلائل النبوة) (ج 3 ص 12 ط بيروت) قال:
قال ابن إسحاق: حدثني يزيد بن محمد بن خيثم، عن محمد بن كعب القرظي قال حدثني الوك محمد بن خيثم المحاربي، عن عمار بن ياسر قال: كنت أنا وعلي بن أبي طالب رفيقين في غزوة العشيرة من بطن ينبع - إلى أن قال: فوالله ما أهبنا إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدمه، فجلسنا وقد تتربنا من تلك الدقعاء فيومئذ قال رسول الله لعلي: يا أبا تراب، فأخبرناه بما كان من أمرنا فقال: ألا أخبركم بأشقى الناس رجلين؟ قلنا: بلى يا رسول الله. فقال: أحيمر ثمود الذي عقر الناقة، والذي يضربك يا علي على هذه - ووضع رسول الله (ص) يده على رأسه - حتى يبل منها هذه - ووضع يده على لحيته.
وقال أيضا في ص 13:
أخبركم بأشقى الناس رجلين؟ قلنا: بلى يا رسول الله فقال: أحيمر ثمود الذي