المدرسة الإسلامية - السيد محمد باقر الصدر - الصفحة ١٤٢
وعلاقاتها، كما تجري في الواقع. وهذا معنى، كون الإقتصاد الإسلامي مذهبا لا علما.
وبتعبير آخر: لو أن الإسلام، جاء ليحدثنا عن الحياة الاقتصادية في الحجاز، وما هي الأسباب التي تؤدي في المجتمع الحجازي، مثلا، إلى ارتفاع سعر الفائدة الربوية، التي يتقاضاها المرابون، لكان حديثه علميا، ومن علم الإقتصاد. ولكنه بدلا عن ذلك، جاء ليقيم نفس الفائدة الربوية، فحرمها ونظم العلاقة بين رأس المال، وصاحب المشروع، على أساس المضاربة، بدلا عن الربا والفائدة. وبذلك، كان الإسلام يتخذ في اقتصاده الموقف المذهبي، لا العلمي.
ونحن، إذا عرفنا بوضوح، طبيعة الإقتصاد الإسلامي وكونه مذهبا اقتصاديا، لا علما للاقتصاد، أمكننا أن ندحض أكبر العقبات، التي تحول دون الاعتقاد، بوجود اقتصاد في الإسلام.
ما هي أكبر العقبات؟
وهذه العقبة الكبيرة، التي يستند إليها كثير من الناس لرفض الاقتصاد الإسلامي، نشأت من عدم التمييز، بين علم الاقتصاد والمذهب الاقتصادي. فان هؤلاء الذين لم يتح لهم التمييز بين العلم والمذهب، إذا سمعوا شخصا يقول: ان في الإسلام اقتصادا، يبادرون قائلين: وكيف يمكن أن يكون في الإسلام اقتصاد؟ ونحن لا نجد فيه بحوثا، كالبحوث التي نجدها عند علماء الاقتصاد، كآدم سميت، وريكاردو، وغيرهما. فالإسلام لم يحدثنا عن قانون الغلة المتناقصة، ولا عن قوانين العرض والطلب، ولم يأت بقانون، يناظر القانون الحديدي للأجور، ولم تؤثر عنه فكرة، عن تحليل القيمة ودرسها علميا كما درسها
(١٤٢)
مفاتيح البحث: الربا (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الإنسان المعاصر والمشكلة الاجتماعية 7
2 كلمة المؤلف 9
3 الإنسان المعاصر وقدرته على حل المشكلة الاجتماعية 13
4 مشكلة الإنسان اليوم 15
5 الإنسان ومعالجتها للمشكلة 18 رأي الماركسية 19
6 رأي المفكرين غير الماركسيين 22
7 الفرق بين التجربة الطبيعية والاجتماعية 23
8 أهم المذاهب الاجتماعية 33
9 الديمقراطية الرأسمالية 35
10 الحريات الأربع في النظام الرأسمالي 37
11 الاتجاه المادي في الرأسمالية 41
12 موضع الأخلاق من الرأسمالية 44
13 مآسي النظام الرأسمالي 45
14 الاشتراكية والشيوعية 51
15 النظرية الماركسية 53
16 الانحراف عن العملية الشيوعية 55
17 المؤاخات على الشيوعية 59
18 الإسلام والمشكلة الاجتماعية 63
19 التعليل الصحيح للمشكلة 65
20 كيف تعالج المشكلة؟ 70
21 رسالة الدين 76
22 موقف الإسلام من الحرية والضمان 83
23 الحرية والرأسمالية والإسلام 85
24 الحرية في الحضارة الرأسمالية 87
25 موقف الإسلام من الحرية 91
26 أقسام الحرية 93
27 الحرية في المجال الشخصي 94
28 الحرية في المجال الاجتماعي 99
29 المدلول الغربي للحرية السياسية 101
30 الحرية الاقتصادية بمفهومها الرأسمالي 104
31 الحرية الفكرية بمفهومها الرأسمالي 105
32 الضمان في الإسلام والماركسية 108
33 ماذا تعرف عن الاقتصاد الإسلامي؟ 111
34 مقدمة 113
35 توضيح السؤال 114
36 حاجتنا إلى هذا السؤال 114
37 الخطأ في فهم السؤال 114
38 تصحيح الخطأ بالتمييز المذهب والعلم 115
39 مثال على الفرق بين المذهب والعلم 115
40 التأكيد على أن الاقتصاد الإسلامي مذهب 115
41 وجهة النظر في الجواب 116
42 هل يوجد في الإسلام اقتصاد؟ 117
43 ما هو نوع الاقتصاد الإسلامي؟ 121
44 المذهب الاقتصادي وعلم الاقتصاد 123
45 المثال الأول 124
46 المثال الثاني 127
47 المثال الثالث 128
48 استخلاص من الأمثلة السابقة 130
49 علم الاقتصاد والمذهب كالتأريخ والأخلاق 131
50 علم الاقتصاد كسائر العلوم 132
51 الفارق في المهمة لا في الموضوع 133
52 المذهب قد يكون إطارا للعلم 134
53 النتائج المستخلصة 136
54 المذهب لا يستعمل الوسائل العلمية 137
55 الاقتصاد الإسلامي كما نؤمن به 141
56 ما هي أكبر العقبات؟ 142
57 شمول الشريعة واستيعابها 144
58 التطبيق دليل آخر 147
59 المذهب يحتاج إلى صياغة 148
60 أخلاقية الاقتصاد الإسلامي 149
61 ماذا ينقص الاقتصاد الإسلامي عن غيره؟ 153