ذلك عدة من التعديلات، غير أنها لم تمس جوهرها بالصميم بل بقيت محتفظة بأهم ركائزها وأسسها.
الاتجاه المادي في الرأسمالية:
ومن الواضح أن هذا النظام الاجتماعي نظام مادي خالص أخذ فيه الإنسان منفصلا عن مبدئه، وآخرته، محدودا بالجانب النفعي من حياته المادية، وافترض على هذا الشكل.
ولكن هذا النظام في نفس الوقت الذي كان مشبعا بالروح المادية الطاغية.. لم يبن على فلسفة مادية للحياة وعلى دراسة مفصلة لها. فالحياة في الجو الاجتماعي لهذا النظام، فصلت عن كل علاقة خارجة عن حدود المادية والمنفعة، ولكن لم يهيأ لإقامة هذا النظام فهم فلسفي كامل لعملية الفصل هذه. ولا أعني بذلك ان العالم لم يكن فيه مدارس للفلسفة المادية وأنصار لها، بل كان فيه اقبال على النزعة المادية، تأثرا بالعقلية التجريبية التي شاعت منذ بداية الانقلاب الصناعي (1) وبروح الشك والتبلبل الفكري الذي أحدثه انقلاب الرأي