المدرسة الإسلامية - السيد محمد باقر الصدر - الصفحة ١٣٥
للأجور مثالا ذلك.
فالقانون الأول، يمثل البحث العلمي، في الانتاج. والقانون الثاني، يمثل البحث العلمي في التوزيع.
ونحن، إذا لاحظنا قانون الغلة المتناقصة، نجد انه يشتمل على حقيقة عن الانتاج الزراعي، تصدق على الأرض في مجتمع بشري، مهما كان نوع المذهب الاقتصادي الذي يتبناه، فالأرض في المجتمع الرأسمالي، تتناقص غلتها وفقا لذلك القانون كما تتناقص في المجتمع الاشتراكي أو الإسلامي. وهذا يعني، ان قانون الغلة المتناقصة، ليس متوقفا على وضع مذهبي معين، بل يعبر عن حقيقة علمية مطلقة.
واما القانون الحديدي للأجور، الذي مر شرحه في المثال الثاني. فهو يكتشف، كما رأينا المستوى الثابت لأجور العمل في مجتمع تسوده الحرية الاقتصادية، ويقرر ان المجتمع الذي تسوده الحرية، تظل فيه أجور العمال على مستوى الكفاية وإذا ارتفعت، أو انخفضت، لسبب طارئ عادت مرة اخر وبصورة طبيعية، إلى ذلك المستوى.
وهذا القانون علمي بطبيعته، ومضمونه، وهدفه. لأنه يحاول اكتشاف الواقع، والتعرف على حركة الأجور واتجاهها كما يحدث في المجتمع. ولكنه يقرر، في نفس الوقت، أن هذه الحقيقة التي يتحدث عنها، انما تصدق، على مجتمع تسوده الحرية الاقتصادية الرأسمالية، ولا تنطبق على مجتمع موجه اقتصاديا تفرض الدولة فيه تحديدا عاليا للأجور.
فالحرية الرأسمالية، شرط لصدق القانون العلمي، عن الأجور، أو هي الإطار العام، الذي يتحقق القانون الحديدي ضمنه. وهذا معنى أن القانون مضمونه علمي، وإطاره العام _ شرط صدقه _، مذهبي.
(١٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الإنسان المعاصر والمشكلة الاجتماعية 7
2 كلمة المؤلف 9
3 الإنسان المعاصر وقدرته على حل المشكلة الاجتماعية 13
4 مشكلة الإنسان اليوم 15
5 الإنسان ومعالجتها للمشكلة 18 رأي الماركسية 19
6 رأي المفكرين غير الماركسيين 22
7 الفرق بين التجربة الطبيعية والاجتماعية 23
8 أهم المذاهب الاجتماعية 33
9 الديمقراطية الرأسمالية 35
10 الحريات الأربع في النظام الرأسمالي 37
11 الاتجاه المادي في الرأسمالية 41
12 موضع الأخلاق من الرأسمالية 44
13 مآسي النظام الرأسمالي 45
14 الاشتراكية والشيوعية 51
15 النظرية الماركسية 53
16 الانحراف عن العملية الشيوعية 55
17 المؤاخات على الشيوعية 59
18 الإسلام والمشكلة الاجتماعية 63
19 التعليل الصحيح للمشكلة 65
20 كيف تعالج المشكلة؟ 70
21 رسالة الدين 76
22 موقف الإسلام من الحرية والضمان 83
23 الحرية والرأسمالية والإسلام 85
24 الحرية في الحضارة الرأسمالية 87
25 موقف الإسلام من الحرية 91
26 أقسام الحرية 93
27 الحرية في المجال الشخصي 94
28 الحرية في المجال الاجتماعي 99
29 المدلول الغربي للحرية السياسية 101
30 الحرية الاقتصادية بمفهومها الرأسمالي 104
31 الحرية الفكرية بمفهومها الرأسمالي 105
32 الضمان في الإسلام والماركسية 108
33 ماذا تعرف عن الاقتصاد الإسلامي؟ 111
34 مقدمة 113
35 توضيح السؤال 114
36 حاجتنا إلى هذا السؤال 114
37 الخطأ في فهم السؤال 114
38 تصحيح الخطأ بالتمييز المذهب والعلم 115
39 مثال على الفرق بين المذهب والعلم 115
40 التأكيد على أن الاقتصاد الإسلامي مذهب 115
41 وجهة النظر في الجواب 116
42 هل يوجد في الإسلام اقتصاد؟ 117
43 ما هو نوع الاقتصاد الإسلامي؟ 121
44 المذهب الاقتصادي وعلم الاقتصاد 123
45 المثال الأول 124
46 المثال الثاني 127
47 المثال الثالث 128
48 استخلاص من الأمثلة السابقة 130
49 علم الاقتصاد والمذهب كالتأريخ والأخلاق 131
50 علم الاقتصاد كسائر العلوم 132
51 الفارق في المهمة لا في الموضوع 133
52 المذهب قد يكون إطارا للعلم 134
53 النتائج المستخلصة 136
54 المذهب لا يستعمل الوسائل العلمية 137
55 الاقتصاد الإسلامي كما نؤمن به 141
56 ما هي أكبر العقبات؟ 142
57 شمول الشريعة واستيعابها 144
58 التطبيق دليل آخر 147
59 المذهب يحتاج إلى صياغة 148
60 أخلاقية الاقتصاد الإسلامي 149
61 ماذا ينقص الاقتصاد الإسلامي عن غيره؟ 153