عقائد الإمامية - الشيخ محمد رضا المظفر - الصفحة ٢١
أما سواد أهل السنة وجميع المعتدلين منهم فإنهم بالاجماع يوافقون إخوانهم الشيعة الإمامية في هذه العقيدة، لأن كلا الفريقين يعتقد أن الأولياء والأئمة وجميع من في الأرض لا ينفعونك بشئ إلا بشئ أراده الله لك، ولا يضرونك بشئ إلا بشئ أراده الله لك، فليس لهم تأثير ولا نفع ولا ضرر إلا بإذن الله، وعلى هذا الأساس فزيارة قبور هؤلاء الخواص إنما هو من قبيل التأسي بأخلاقهم والاقتداء بمآثرهم الطيبة والتماس العبرة والعظات في إحياء ذكراهم. وذلك مباح عند الفريقين.
وصورة رابعة أخذت بتلابيب تقديري، بل إعجابي وأنا أطالع كتاب أخي المؤلف، وأعني بها قدرته في تجلية عقائد الإمامية في أسلوب رتيب يفصح عن تأثر الشيعة بالمنهج العقلي. وسبق أن ذكرت أن سبب ذلك راجع إلى تعمق الشيعة في العلوم العقلية بقدر يماثل ما رووه عن أئمتهم من النقليات. وهذا أيضا يدلنا دلالة قاطعة على الروابط المتينة التي كانت بين التشيع والاعتزال وبين أعيان الشيعة وأعيان المعتزلة.
وإن من يراجع كتابنا " الصاحب بن عباد " يرى إلى أي حد كان أعيان الشيعة هم أعيان المعتزلة، وأعيان المعتزلة هم أعيان الشيعة إلا فيما شذ منهم. ولقد بلغت هذه الروابط قمة التأثر المزدوج بين الطائفتين في أواسط القرن الرابع الهجري، ووصلت إلى منتهاها في شخصية " الصاحب بن عباد " الذي تولى زعامتي الاعتزال والتشيع في النصف الثاني من ذلك القرن الذي تسنمت فيه الحضارة الإسلامية مكان الذروة.
فإذا ما تعرض المؤلف الكريم للحديث عن (توحيد الصفات) " ص 14 " في ذات الله تعالى فإنه يذكرنا بعقيدة المعتزلة في القول
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ترجمة المؤلف 2
2 تقديم للدكتور حامد حفني داود 13
3 مقدمة الطبعة الثانية 27
4 مقدمة الطبعة الأولى 29
5 تمهيد 31
6 المقدمة في الاجتهاد والتقليد 1 - عقيدتنا في النظر والمعرفة 31
7 2 - عقيدتنا في التقليد بالفروع 32
8 3 - عقيدتنا في الاجتهاد 33
9 4 - عقيدتنا في المجتهد 34
10 الفصل الأول - الإلهيات 5 - عقيدتنا في الله تعالى 36
11 6 - عقيدتنا في التوحيد 37
12 7 - عقيدتنا في صفاته تعالى 38
13 8 - عقيدتنا بالعدل 40
14 9 - عقيدتنا في التكليف 42
15 10 - عقيدتنا في القضاء والقدر 43
16 11 - عقيدتنا في البداء 45
17 12 - عقيدتنا في أحكام الدين 46
18 الفصل الثاني - النبوة 13 - عقيدتنا في النبوة 48
19 14 - النبوة لطف 49
20 15 - عقيدتنا في معجزة الأنبياء 51
21 16 - عقيدتنا في عصمة الأنبياء 53
22 17 - عقيدتنا في صفات النبي 55
23 18 - عقيدتنا في الأنبياء وكتبهم 55
24 19 - عقيدتنا في الاسلام 56
25 20 - عقيدتنا في مشرع الاسلام 59
26 21 - عقيدتنا في القرآن الكريم 59
27 22 - طريقة اثبات الاسلام والشرايع السابقة 61
28 الفصل الثالث - الإمامة 23 - عقيدتنا في الإمامة 65
29 24 - عقيدتنا في عصمة الامام 67
30 25 - عقيدتنا في صفات الامام وعلمه 67
31 26 - عقيدتنا في طاعة الأئمة 69
32 27 - عقيدتنا في حب آل البيت 72
33 28 - عقيدتنا في الأئمة 73
34 29 - عقيدتنا في أن الإمامة بالنص 74
35 30 - عقيدتنا في عدد الأئمة 76
36 31 - عقيدتنا في المهدي 77
37 32 - عقيدتنا في الرجعة 80
38 33 - عقيدتنا في التقية 84
39 الفصل الرابع ما أدب به آل البيت شيعتهم تمهيد 88
40 34 - عقيدتنا في الدعاء 88
41 35 - أدعية الصحيفة السجادية 94
42 36 - عقيدتنا في زيارة القبور 101
43 37 - عقيدتنا في معنى التشيع 106
44 38 - عقيدتنا في الجور والظلم 110
45 39 - عقيدتنا في التعاون مع الظالمين 111
46 40 - عقيدتنا في الوظيفة في الدولة الظالمة 112
47 41 - عقيدتنا في الدعوة إلى الوحدة الاسلامية 115
48 42 - عقيدتنا في حق المسلم على المسلم 120
49 الفصل الخامس - المعاد 43 - عقيدتنا في البحث والمعاد 126
50 44 - عقيدتنا في المعاد الجسماني 126