عقائد الإمامية - الشيخ محمد رضا المظفر - الصفحة ٢٣
الإلهي، فالمعتزلة والإمامية يؤثرون الدفاع عن جانب " العدل الإلهي " أما أهل السنة والصوفية وجماعة من السلف الصالح فإنهم يؤثرون جانب الدفاع عن " الحرية الإلهية " أي الحرية المطلقة لله سبحانه، وهي الحرية التي لا تقيدها قيود ولا تعلوها قوة أخرى والتي يستشهدون لها بقوله " لا يسأل عما يفعل ". ولكل من الجانبين المتضادين - في نظر المنهج العلمي الحديث - وجهة هو موليها.
ويلحق بهذا القدر قول المؤلف في " القضاء والقدر " وهل الانسان مسير أم مخير؟ أو على حد تعبير الإمامية: هل الانسان مجبر أو مفوض؟
وهذا المبحث وإن كان شديد الارتباط بفلسفة العدل الإلهي التي شابههم فيها المعتزلة، إلا أننا نلحظ على الإمامية في هذا المقام أنهم يسلكون مسلكا آخر، مسلكا وسطا. فلا يقولون بالجبر المطلق الذي قال به فريق " الجبريين " الملقبين بالجهمية، كما أنهم لا يقولون بالتفويض المطلق الذي قال به فريق " المفوضين " الملقبين بالقدرية من المعتزلة.
أما عن عدم قولهم بمقالة الجبريين فلأن القول بالجبر ينفي عن الانسان الإرادة والاختيار أصالة ويجعله لعبة في يد الأقدار أو كالريشة في مهب الرياح. وإذا كان كذلك صار حساب الله له - في عرفهم - عما يرتكبه من خطأ ظلما فاحشا لأنه لا سلطان له حينئذ في اختياره ولا إرادة له تمنعه من الوقوع في ذلك الخطأ. فهم ينكرون هذا الجبر لأنه ينفي عن الله صفة العدل، وفي هذا يقول الشاعر معبرا عن ذلك:
ألقاه في اليم مكتوفا وقال له * إياك إياك أن تبتل بالماء
(٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ترجمة المؤلف 2
2 تقديم للدكتور حامد حفني داود 13
3 مقدمة الطبعة الثانية 27
4 مقدمة الطبعة الأولى 29
5 تمهيد 31
6 المقدمة في الاجتهاد والتقليد 1 - عقيدتنا في النظر والمعرفة 31
7 2 - عقيدتنا في التقليد بالفروع 32
8 3 - عقيدتنا في الاجتهاد 33
9 4 - عقيدتنا في المجتهد 34
10 الفصل الأول - الإلهيات 5 - عقيدتنا في الله تعالى 36
11 6 - عقيدتنا في التوحيد 37
12 7 - عقيدتنا في صفاته تعالى 38
13 8 - عقيدتنا بالعدل 40
14 9 - عقيدتنا في التكليف 42
15 10 - عقيدتنا في القضاء والقدر 43
16 11 - عقيدتنا في البداء 45
17 12 - عقيدتنا في أحكام الدين 46
18 الفصل الثاني - النبوة 13 - عقيدتنا في النبوة 48
19 14 - النبوة لطف 49
20 15 - عقيدتنا في معجزة الأنبياء 51
21 16 - عقيدتنا في عصمة الأنبياء 53
22 17 - عقيدتنا في صفات النبي 55
23 18 - عقيدتنا في الأنبياء وكتبهم 55
24 19 - عقيدتنا في الاسلام 56
25 20 - عقيدتنا في مشرع الاسلام 59
26 21 - عقيدتنا في القرآن الكريم 59
27 22 - طريقة اثبات الاسلام والشرايع السابقة 61
28 الفصل الثالث - الإمامة 23 - عقيدتنا في الإمامة 65
29 24 - عقيدتنا في عصمة الامام 67
30 25 - عقيدتنا في صفات الامام وعلمه 67
31 26 - عقيدتنا في طاعة الأئمة 69
32 27 - عقيدتنا في حب آل البيت 72
33 28 - عقيدتنا في الأئمة 73
34 29 - عقيدتنا في أن الإمامة بالنص 74
35 30 - عقيدتنا في عدد الأئمة 76
36 31 - عقيدتنا في المهدي 77
37 32 - عقيدتنا في الرجعة 80
38 33 - عقيدتنا في التقية 84
39 الفصل الرابع ما أدب به آل البيت شيعتهم تمهيد 88
40 34 - عقيدتنا في الدعاء 88
41 35 - أدعية الصحيفة السجادية 94
42 36 - عقيدتنا في زيارة القبور 101
43 37 - عقيدتنا في معنى التشيع 106
44 38 - عقيدتنا في الجور والظلم 110
45 39 - عقيدتنا في التعاون مع الظالمين 111
46 40 - عقيدتنا في الوظيفة في الدولة الظالمة 112
47 41 - عقيدتنا في الدعوة إلى الوحدة الاسلامية 115
48 42 - عقيدتنا في حق المسلم على المسلم 120
49 الفصل الخامس - المعاد 43 - عقيدتنا في البحث والمعاد 126
50 44 - عقيدتنا في المعاد الجسماني 126