يد معلم، من مبدأ طفولتهم إلى سن الرشد، حتى القراءة والكتابة، ولم يثبت عن أحدهم أنه دخل الكتاتيب أو تلمذ على يد أستاذ في شئ من الأشياء، مع ما لهم من منزلة علمية لا تجاري. وما سئلوا عن شئ إلا أجابوا عليه في وقته، ولم تمر على ألسنتهم كلمة (لا أدري)، ولا تأجيل الجواب إلى المراجعة أو التأمل أو نحو ذلك. في حين أنك لا تجد شخصا مترجما له من فقهاء الإسلام ورواته وعلمائه إلا ذكرت في ترجمته تربيته وتلمذته على غيره وأخذه الرواية أو العلم على المعروفين وتوقفه في بعض المسائل أو شكه في كثير من المعلومات، كعادة البشر في كل عصر ومصر.
* * * 26 - عقديتنا في طاعة الأئمة ونعتقد أن الأئمة هم أولو الأمر الذين أمر الله تعالى بطاعتهم، وأنهم الشهداء على الناس، وأنهم أبواب الله والسبل إليه والأدلاء عليه، وأنهم عيبة علمه وتراجمة وحيه وأركان توحيده وخزان معرفته، ولذا كانوا أمانا لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء (على حد تعبيره صلى الله عليه وآله). وكذلك - على حد قوله أيضا - (أن مثلهم في هذه الأمة كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى) وأنهم حسبما جاء في الكتاب المجيد (عباد الله المكرمون الذين لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون) وأنهم الذين أذهب الله