القاديانية - سليمان الظاهر العاملي - الصفحة ١٠١
الأول يقرب من القسم الثاني إلى أن قال: والقول الرابع وهو قول عمرو بن عبيد أن السكينة التي كانت في التابوت شئ لا يعلم، ثم عقب الأقوال بقوله:
واعلم أن السكينة عبارة عن الثبات والأمن، وهو كقوله في قصة الغار (فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين) فكذا قوله تعالى: (فيه سكينة من ربكم) معناه الأمن والسكون " (1).
وقال القاضي البيضاوي: " (فيه سكينة) الضمير للاتيان، أي في إتيانه سكون لكم وطمأنينة أو للتابوت، أي مودع فيه ما تسكنون إليه وهو الثورة، وكان موسى (عليه السلام) إذا قاتل قدمه فتسكن نفوس بني إسرائيل ولا يفرون، ونسب إلى القيل ما نقله صاحب التوضيح عن الشربيني واتخذ منه مغمزا على المفسرين كلهم، إلى أن قال: وقيل التابوت هو القلب والسكينة ما فيه من العلم والاخلاص وإتيانه مصير قلبه مقرا للعلم والوقار بعد أن لم يكن (2)، فأنت ترى أن البيضاوي استظهر القول الأول وهو ما استظهره الطبرسي والزمخشري والرازي، والقول الأخير من أن المراد بالسكينة القلب هو مما لا يدل عليه منطوق الآية ولا يفهم منها تضمنا وإلزاما، وهو صرف للفظ عن ظاهره بلا قرينة، وهو أشبه بتمحلات الباطنية وينطبق على أذواق القاديانية في النضير.
2 - والجواب عن السؤال الثاني المنقول عن الشربيني أيضا في تفسير قوله تعالى: (جعله دكاء) [الكهف / 98] ففي الكشاف. دكا أي مدكوكا مبسوطا سوى الأرض، وكل ما انبسط من بعد ارتفاع فقد اندك، ومنه الجمل الادك المنبسط السنام، وقرئ دكاء أي أرض مستوية " (3)، ومثل ذلك جاء في تفسير البيضاوي والطبرسي والرازي، هؤلاء أربعة من أئمة التفسير وفسروا الدك بما ترى ولم يعرضوا إلى ما نقله الخطيب الشربيني في معناه الذي اتخذه صاحب التوضيح ذريعة للنحت من ثلة علماء التفسير.

(1) مفاتيح الغيب، الإمام فخر الدين الرازي، دار إحياء التراث العربي، ج 2، ص 508.
(2) تفسير البيضاوي، القاضي ناصر الدين محمد البيضاوي، ج 1، ص 211.
(3) الكشاف، م. س، ج ص 748.
(١٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 ... » »»
الفهرست