القاديانية - سليمان الظاهر العاملي - الصفحة ١٠٠
الأولى، بعد ما انقرض جلها ووقى المسلمون شرها، وحسبك أن تنظر إلى ما فسروا به بعض الآيات في مقال الأستاذ التقي، وفيه ترى العجب العجاب وما لا يخرج عن طريقة الكرماني التي انتهجها في تفسيره، كما تراه في المنقول عن كشف الظنون.
وبعد فإنا نرى في هذه الإلمامة ما يغنينا عن الإسهاب في هذا الباب، ولنرجع إلى جواب أسئلة صاحب التوضيح عن تفسير الآيات الإحدى عشرة التي تحدي بها مخالفيه من المسلمين.
1 - أما الجواب عن السؤال الأول (فيه سكينة من ربكم) [البقرة / 248] فالذي استظهره المفسر الجليل الطبرسي في تفسيره مجمع البيان بعد نقل الأقوال التي فسرت بها، أن السكينة أمنة وطمأنينة جعلها الله ليسكن إليها بنو إسرائيل، والبقية جائز أن تكون بقيته من العلم أو شئ من علامات الأنبياء، وجائز أن يتضمنها جميعا على ما قاله الزجاج.
وقال الزمخشري في كشافه: والسكينة السكون والطمأنينة (1)، ونسب ما قيل في تفسيرها مما نقله صاحب التوضيح عن الخطيب الشربيني إلى القيل، وكذلك الطبرسي وهو يشعر بضعفه، وإنما نقلا ما نقلاه من أمثال هذا القول المرجوح في نظرهما جريا على عادة المفسرين من تدوينهم كل ما قيل في تفسير الكتاب المبين وأن يصح عندهم.
وجاء في مفاتح الغيب للإمام الفخر الرازي: " اختلفوا في السكينة وضبط الأقوال، منها أن نقول: المراد بالسكينة إما أن يقال: إنه كان شيئا حاصلا في التابوت أو ما كان كذلك، والقسم الثاني هو قول أبي بكر الأصم فإنه قال: آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم، أي تسكنون عند مجيئه وتقرون له بالملك وتزول نظرتكم عنه، لأنه متى جاءهم التابوت من السماء وشاهدوا تلك الحالة، فلا بد وأن تسكن قلوبهم إليه وتزول نفرتهم بالكلية. وأما القسم الأول وهو أن المراد من السكينة شئ كان موضوعا في التابوت، ففيه أقوال، والقول

(1) الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل، الإمام محمود الزمخشري، دار الكتب العربي، ج 1 ص 292.
(١٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 ... » »»
الفهرست