القاديانية - سليمان الظاهر العاملي - الصفحة ٦١
وكانت لي به علاقة وثيقة، وكنت أجل قدره وأرى نفسي بمثابة التلميذ له، إلا أنه كان يحسن بي الظن ويرفع شأني لأدبه النفسي وعطفه الأبوي، ويخجلني بالإطراء في رسائله وما كتبه عن بعض منشوراتي، وأعتبر ذلك تشجيعا. وبعد وفاته كتب لي ولده الأستاذ الشاعر أحمد سليمان ظاهر أنه كان يعرف منزلتي في نفس والده الجليل من أحاديثه، وأنه يعتبر صلتي من أثمن ما ورثه من أبيه.
وفاؤه وتكريمه لعلاقاته:
عرف المترجم له بين قومه في بلاده بصدق الإخاء والإخلاص للمعارف والإخوان، وكان وفيا لأصدقائه وأصحابه، ومخلصا في مودته، نبيلا في علاقاته، يحرص على تكريم محبيه والمتصلين به، وخدمة إخوانه ودفع الأذى عنهم ما وسعه... وكان لا يدخر وسعا في إسداء أي خدمة لمن يستعين به ويلجأ إليه من قريب أو بعيد، كما أنه لم يكن ليعرف الاعتذار عن أي رجاء أو تكليف.... وله مواقف مشهودة تبرهن على التزامه، وشرف نفسه، وتكريم علاقاته، لا سيما بالروحانيين وأعلام الفضل والأدب، ومعظم معارفه من ذلك النوع، وقد جربت ذلك بنفسي في حادثة معينة أرى من الواجب ذكرها خدمة للتاريخ وإن كان نبله في غنى عن الذكر والإشادة.
عندما قال الجنرال فضل الله الزاهدي عام 1373 ه‍ = 1953 م بالانقلاب على حكومة الدكتور محمد مصدق الوطنية في إيران وقوض أركانها، ورجع الاستعمار إلى قواعده والشاه إلى عرشه، جرت تصفية جسدية مهولة في القوات العسكرية، كما جرت في فئات الشعب الأخرى، فقد قتل من الضباط الكبار والصغار أكثر من سبعمئة، وكان الطيب البيطري الدكتور محمد رضا المنزوي، النجل الثالث لشيخنا الإمام الشيخ آغا بزرك الطهراني، من الضباط الأربعة الذين تمكنوا من الفرار إلى لبنان في طريقهم إلى أوروبا، وقد واصل ثلاثة منهم سفرهم، وألقي القبض على المنزوي في مطار بيروت الدولي وهو يهم بركوب الطائرة، وأعيد مخفورا إلى طهران، فدفعني العطف على شيخوخة
(٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 67 ... » »»
الفهرست