القاديانية - سليمان الظاهر العاملي - الصفحة ٤٦
" حضرة الأستاذ الشيخ سليمان ظاهر المحترم.
بالنظر لما يعلمه المجمع العلمي العربي عنك من غزارة الفضل وسعة الاطلاع، وقيامك بخدمة اللغة العربية وآدابها، قرر في جلسته المنعقدة في 17 تشرين الأول سنة 1927 بإجماع الآراء انتخابك عضوا مؤازرا فيه، لتكون عونا له على القيام بمهمته، فإن صادف ذلك منك قبولا أرجو أن تتحفنا بترجمة حياتك الشريفة، وصورة من صورك الثمينة لنضمها إلى تراجم الأعضاء، وكذلك نقترح عليك إتحافنا بمقالة تكون بمثابة " أطروحة " في أي موضوع شئت، نتلوها يوم الاحتفال بقبولك هذه العضوية، دمت نصيرا للعمل والأدب والسلام عليك سيدي ".
وقد لبى دعوة المجمع بقبول العضوية، وبكتابة وأطروحة تحت عنوان " صلة العلم بين دمشق وجبل عامل " ونشرت هي والترجمة في المجلد السابع من مجلة المجمع.
دوره السياسي:
من المعلوم ما كانت عليه الحكومة العثمانية من سياسة رعناء في البلاد العربية كافة، وقد كانت حصة سوريا ولبنان من الضغط والتنكيل حصة الأسد لكونهما بلد الإشعاع كما يعبر عنه الكثيرون، فعندما بدأت النهضة الوطنية كان الموقف فيهما متميزا بين بقية البلاد، وما إن دخلت تركيا الحرب العالمية الأولى إلى جانب الألمان عام 1333 ه‍ = 1914 م حتى ظهر على الساحة في دمشق جمال باشا الذي لقب بالسفاح (1) قائدا أعلى للجيش الرابع، وحاكما عسكريا للمنطقة، وقد سارع إلى احتلال لبنان وإقامة حكم عسكري عنيف تضاءل إزاءه كل حكم ظالم عرفه لبنان من قبل (2)، وكان النابهون والمخلصون من أبناء العرب مسلمين ومسيحيين قد بدأوا بإعلان ولائهم للقضية العربية التي

(1) سبق وأن لقب الحاكم الظالم أحمد باشا بالجزار وكان اسما على مسمى.
(2) أنظر الدكتور فيليب حتى: تاريخ لبنان / 588.
(٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 ... » »»
الفهرست