القاديانية - سليمان الظاهر العاملي - الصفحة ٥٢
ففي سنة 1307 ه‍ = 1889 تأسست في النبطية جمعية باسم " لجنة المعارف " كان المترجم له وزميله الشيخ أحمد رضا من أعضائها، مع أن عمر كل منهما لم يتجاوز السنة السابعة عشرة في الوقت الذي كان فيه باقي أعضائها في سن الكهولة، وقد أسست " مدرسة المعارف " وعملت تحت رعاية قائمقام صيدا - بصفتها الأهلية - على جمع التبرعات من المحسنين لتأسيس عقار ذي ريع يكفل دوام المدرسة، ووفقت تلك اللجنة لشراء عقارات مبنية في النبطية، وأنشأت عقارات أخرى على نفقتها، ولكن عمر تلك اللجنة والمدرسة لم يطل أكثر من سنة ونصف، حيث انتزعت الحكومة الحميدية تلك الأملاك وألحقتها بأملاك الدولة، وألغت اللجنة في سنة 1310 ه‍ = 1892 م فاستولى الخراب على تلك الأملاك، ودام ذلك إلى سنة 3126 ه‍ = 1908 م، حيث أعلن الدستور، فرأى المترجم له وزملاؤه وأفاضل المدينة أنه قد آن الأوان لرد المغصوب إلى أهله، فتقدم الظاهر ورضا وجابر بطلب إلى السيد توفيق الميداني حاكم النبطية ومدير المنطقة يطلبون فيه إعانتهم على ذلك، فأجابهم بحمية صادقة وعزيمة مشكورة، وتألفت اللجنة من جديد باسم " جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية " بالنبطية، ووضعت يدها على تلك العقارات بمساعدة المدير، فرممت ما تهدم، وأصلحت ما خرب، ومشت في طريقها حتى سنة 1333 ه‍ = 1915 م عندما دخلت تركيا الحرب، فألغت الجمعية وألحقت أملاكها بقلم المحاسبات الخصوصية في ولاية بيروت، كما فعلت بجمعيتي بيروت وصيدا، وبقي الأمر كذلك حتى وضعت الحرب أوزارها فاجتمعت اللجنة مجددا، وأعادت جمعيتها ووضعت يدها على أملاكها، وأعادت فتح مدرستها باسم " المدرسة العلمية " ثم افتتحت مدرسة للإناث باسم " مدرسة الزهراء " ومضت في نضالها مجتازة العقبات والفتن التي أثارها نفر من
(٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 ... » »»
الفهرست