القاديانية - سليمان الظاهر العاملي - الصفحة ٢٢٣
إن القرآن هو الآية العظمى والمعجزة التي تحدى بها العرب بل والبشر كافة والإنس والجن إلى قيام الساعة، هذا هو أثر معجز النبي العظيم القرآن الكريم، فليدلنا القاديانيون على أثر لكتاب مسيحهم، سواء أكان في بلاغة أسلوبه، أم كان في علم انطوى عليه لم يعرفه العلماء أم كان في تفسير أي من أيات الكون التي لا تتناهى، أم في حل معضلة اجتماعية، أم في مزية واحدة لم يحوها القرآن.
3 - اقتضت حكمته تعالى إرسال الرسل إلى البشر لهدايتهم إلى الصراط المستقيم، فلم يكلهم إلى عقولهم لتقدم لهم الحجة، وهل يتم غرض الإرسال ودفع الحجة إلا بأن يكون الرسول إليهم بلسانهم وذلك هو المصرح به في (الآية 4: إبراهيم) (ما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم) بطريق الحصر، فرسالة المسيح الهندي إن كانت خاصة لأمته الهندية، فكان من مقتضى ذلك أن يكون كتابه موحى به إليه باللغة الهندية ليتم به البيان لأمته، وأن يكون بأسلوب أرقى من أسلوب بلغائهم بلسانهم، أو أن يكون محتويا من المعارف والعلوم وحل مشاكلهم الاجتماعية وسواها ما لم يصلوا إليه، وما يكون دليلا على إعجازه دليل نبوة المسيح الهندي، وإن كانت رسالته عامة كرسالة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وكتابه المزعوم الوحي به إليه معجزته كالقرآن معجزة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وأنه أوحي به إليه باللسان العربي كما أوحي إلى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بهذا اللسان فكان كتابه لو كان كما يزعم وحيا منه تعالى جاريا على عرق القرآن وأساليبه، ومشتملا على مثل خصائصه وما فيه من معارف وآيات بينات، لتتم له الحجة على العرب خاصة كما تمت حجة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) عليهم وعلى الأمم كافة على اختلاف أجناسها ولغاتها، وشئ من ذلك لم يكن، فلم يكن كتابه معجزا، وإذا أبطل إعجازه أبطلت دعوى النبوة المترتبة عليه.
4 - رأينا من المفيد بعد هذا التعليق إيراد هذه الكلمة لابن مسكويه في كتابه (الفوز الأصغر) نختم بها هذا البحث، قال: إنما يبعث الله عز وجل إلى كل قوم بنبي يأتيهم من جنس ما يدعون، مع الفضل فيه والبراعة والتبريز
(٢٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 ... » »»
الفهرست