القاديانية - سليمان الظاهر العاملي - الصفحة ٢٢١
إن هذا الحديث أصح سندا من الحديث الأول، وهل تحقق مضمون الحديث الثاني الذي أخرجه البخاري أيضا سندا إلى أبي هريرة؟ قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم " (1).
فإن كان أحمد غلام القادياني هو ابن مريم، فأين الإمام؟ ولعله من أعقبه من خلفائه.
وإن كان الاستدلال على دعوى القادياني ملزما لإثباتها سواء أتحقق مضمون الدليل أم لم يتحقق ووقع أم لم يقع، فلم سكت عن هذين الدليلين؟
وهما أمكن وقوعا من الدليل الأول.
الدليل السابع:
ادعاء الوحي بكتاب جديد إلى غلام أحمد القادياني في اللغة العربية مع جهله بهذه اللغة، وتلك معجزة دالة على نبوته.
وفيه:
1 - إن صحت هذه الدعوى فقد أوتي من المعجز أعظم ما أوتي الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) فإن الكتاب الذي أنزل عليه (صلى الله عليه وآله وسلم) أنزل بلسانه ولسان أمته المرسل إليهم، ولكن المسيح الهندي أنزل عليه كتابه بزعمه بغير لسانه ولسان أمته.
2 - إن في هذه الدعوى مجالا متسعا للارتياب في صحتها، والقادياني نشأ في محيط هندي إسلامي، ومسلمو الهند كما نعلم ويعلم كل مطلع على أحوالهم أنهم ذوو عناية عظيمة بتعلم اللغة العربية لغة الذكر الحكيم، وهي لغتهم الدينية وتدرس في مدارسهم الخاصة الدينية المحضة وغير الدينية، ولعلهم المسلمين عناية بتعلم لغة دينهم، فكان تعلمها من الميسور له جدا، بل ويجوز أن يكون قد تلقاها عن أستاذ خاص أو تلقي مبادئها وأتم دراستها على نفسه كشأن كثير من أذكياء المستشرقين، ومنهم من درسها كلها على نفسه

(1) المصدر نفسه، ج 4، ص 172.
(٢٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 ... » »»
الفهرست