القاديانية - سليمان الظاهر العاملي - الصفحة ١٣٨
قال تعالى: (إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث) [يس / 14] وهم لم يكونوا أنبياء ولا رسلا منه تعالى، وإنما هم رسل عيسى، وإطلاق الإرسال عليهم مجاز ومثل ذلك المحدثون، ولو أفاد التحديث معنى الوحي والرسالة لادعى عمر النبوة أو الوحي أن الرسالة، وحاشا أن يدعيها هو أو أحد من الصحابة وأعلام الأمة وذوي الرسوخ في العلم والدين والشريعة، ولم يدعها إلا شذاذ من الغلاة عن هوس ووسواس أو عن قصد وعمد اصطيادا للجاه وطلبا للدنيا الواسعة.
هذا ولا نرى حاجة لنقض أدلته الأخرى، وهي في جملتها وتفصيلها لا تخرج عن مضمون تلك الأدلة الواهية.
بعض الأدلة على انقطاع الوحي وإليك طرفا وجيزا من الأدلة على انقطاع الوحي:
1 - في كتاب (تعريف الأحباء بفضائل الأحياء) للشيخ عبد القادر بن عبد الإله العيدروسي، حديث مسند إلى عبد الله بن عتبة بن مسعود، قال سمعت عمر بن الخطاب (رض) يقول: (إن أناسا كانوا يؤخذون بالوحي على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأن الوحي قد انقطع، وإنما نأخذكم الآن بما ظهر من أعمالكم، فمن أظهر لنا خيرا أمناه وقربناه، وليس إلينا من سريرته شئ، الله يحاسبه في سريرته، ومن أظهر لنا سوى ذلك لم نأمنه وإن قال سريرتي حسنة).
2 - في صحيح البخاري بسنده إلى المغيرة بن شعبة: " لا يزال من أمتي قوم ظاهرين على الناس حتى يأتيهم أمر الله "، ومثله حديث يسنده إلى معاوية (لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله لا يضرهم من كذبهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك). ومثله ما رواه قبل ذلك عن المغيرة أيضا باختلاف يسير في لفظ الحديث (لا يزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون) (1). وعن معاوية من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين،

(1) صحيح البخاري، تحقيق عبد العزيز بن باز، دار الفكر، ج 8، ص 189.
(١٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 ... » »»
الفهرست