قال: ثم إن أبا ثمامة قال للحسين، وقد صلى: يا أبا عبد الله إني قد هممت أن ألحق بأصحابي، وكرهت أن أتخلف وأراك وحيدا من أهلك قتيلا، فقال له الحسين (عليه السلام):
" تقدم فإنا لاحقون بك عن ساعة "، فتقدم فقاتل حتى أثخن بالجراحات، فقتله قيس بن عبد الله الصائدي ابن عم له، كان له عدوا. وكان ذلك بعد قتل الحر.
برير بن خضير الهمداني المشرقي (وبنو مشرق بطن من همدان) كان برير شيخا تابعيا ناسكا، قارئا للقرآن، من شيوخ القراء، ومن أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام)، وكان من أشراف أهل الكوفة من الهمدانيين، وهو خال أبي إسحاق الهمداني السبعي (1).
قال أهل السير: أنه لما بلغ خبر الحسين (عليه السلام) سار من الكوفة إلى مكة ليجتمع بالحسين (عليه السلام) فجاء معه حتى استشهد.
وقال السروي: لما ضيق الحر على الحسين (عليه السلام) جمع أصحابه فخطبهم بخطبته التي يقول فيها: " أما بعد، فإن الدنيا قد تغيرت الخ " (2). فقام إليه مسلم ونافع فقالا ما قالا في ترجمتيهما، ثم قام برير فقال: والله يا بن رسول الله لقد من الله بك علينا أن نقاتل بين يديك، تقطع فيك أعضاؤنا، حتى يكون جدك يوم القيامة بين أيدينا شفيعا لنا، فلا أفلح قوم ضيعوا ابن بنت نبيهم، وويل لهم ماذا يلقون به الله، وأف لهم يوم ينادون بالويل والثبور في نار جهنم.
وقال أبو مخنف: أمر الحسين (عليه السلام) في اليوم التاسع من المحرم بفسطاط فضرب، ثم أمر بمسك فميث في جفنة عظيمة فأطلى بالنورة، وعبد الرحمن بن عبد ربة،