لله كل الورى ماذا ألم بهم * لقد أصيبوا بفقد العلم لو علموا اليوم قد آمن الإسلام ثلمته * لو كان بعدك إسلام فينثلم ما زلت مجتهدا في الله تعبده * فلا يصيبك من طول المدى سأم تزداد ضعفا فتقوى في عبادته * يصح عزمك مهما شفه السقم ولم تثقلك في الدنيا الهموم بها * إلا وطارت إلى الأخرى بك الهمم حتى أتتك ببيت الله دعوته * ولم تزل فرص اللذات تغتنم واستقبل الحور والولدان نفسك * فلتقر عينا بك الأزواج والخدم لله يومك أهل الأرض فيه شقوا * إذ غبت عنهم كما أهل السما نعموا لله نعشك من سار وما وطأت * له على غير هامات الورى قدم ولم تزل تخفق الأعلام منه على * نعش به قد توارى للهدى علم يا جذوة للهدى لم تخب شعلتها * إلا وفي كل قلب بعدها ضرم يا كوكبا كان يهدي العالمين وكم * به شياطين أهل البغي قد رجموا يا ظل عدل تولى الظلم حين مضى * وشمس رشد توالت بعدها الظلم يا أولا فيه أهل الفضل قد بدأوا * وآخرا فيه أهل العلم قد ختموا لم يخل منك محل كنت تملأه * (هذا التقي النقي الطاهر العلم) (1) لما رأوا قبسا للرشد لاح به * مثل الفراش أحاطوا فيه وازدحموا وذا محمد السامي إلى رتب * دانت له عرب الإسلام والعجم ذا عصمة من ضروب النائبات وذا * للحق حبل به أهل الهدى اعتصموا وذا بدر العلى والمجد مرتضع * وذا من الذم والفحشاء منفطم شبلان يرسو بأعراق الثرى لهما * خيم وتبنى على هام السها خيم
(١٠٢)