في رثاء مسلم بن عقيل لو آن دموعي استهلت دما * لما أنصفت بالبكا مسلما قتيل أذاب الصفا رزؤه * وأحزن تذكاره زمزما وأورى الحجون بنار الشجون * وأبكى المقام وأشجى الحمى أتى أرض كوفان في دعوة * لها الأرض خاضعة والسما فلبوا دعاه وأموا هداه * لينقذهم من غشاء العمى وأعطوه من عهدهم ما يكاد * إلى السهل يستدرج الأعصما وما كان يحسب وهو الوفي * أن ينقضوا عهده المبرما فديتك من مفرد أسلموه * لحكم الدعي فما استسلما والجأه غدرهم أن يحل * في دار طوعة مستسلما فمذ تحموا منه في دارها * عرينا أبى الليث أن يقحما أبان لهم كيف يضرى الشجاع * ويشتد بأسا إذا أسلما وكيف تهب أسود الشرى * إذا رأت الوحش حول الحمى وكيف تفرق شهب البزاة * بغاثا تطيف بها حوما ولما رأوا بأسه لا يطاق * وماضيه لا يرتوي بالدما أطلوا على شرفات السطوح * يرمونه الحطب المضرما ولولا خديعتهم بالأمان * لما أوثقوا ذلك الضيغما
(٥٥)