في رثاء الحسين إن كان عندك عبرة تجريها * فانزل بأرض الطف كي نسقيها فعسى نبل بها مضاجع صفوة * ما بلت الأكباد من جاريها ولقد مررت على منازل عصمة * ثقل النبوة كان ألقى فيها فبكيت حتى خلتها ستجيبني * ببكائها حزنا على أهليها وذكرت إذ وقفت عقيلة حيدر * مذهولة تصغي لصوت أخيها بأبي التي ورثت مصائب أمهاه * فغدت تقابلها بصبر أبيها لم تله عن جمع العيال وحفظهم * بفراق إخوتها وفقد بنيها لم أنس إذ هتكوا حماها فانثنت * تشكو لواعجها إلى حاميها تدعو فتحترق القلوب كأنما * يرمي حشاها جمره من فيها هذي نساؤك من يكون إذا سرت * في الأسر سائقها ومن حاديها أيسوقها (زجر) بضرب متونها * و (الشمر) يحدوها بسب أبيها عجبا لها بالأمس أنت تصونها * واليوم آل أمية تبديها حسرى وعز عليك أن لم يتركوا * لك من ثيابك ساترا يكفيها وسروا برأسك في القنا وقلوبها * تسمو إليه ووجدها يضنيها إن أخروه شجاه رؤية حالها * أو قدموه فحاله يشجيها
(٤٧)