بحر الجود (1) لئن يغد شرق الأرض والغرب مأتما * فرز حسين جل في الأرض والسما دهانا بشهر العيد رزؤك طارقا * فأصبح شهر العيد فينا محرما فلست ترى إلا مصابا بوالد * رماه به صرف الزمان فأيتما فأجرت مآقينا النوائب أدمعا * وفجرت الأحزان أحشاءنا دما ألم تك للإسلام ركنا مشيدا * أعيذ بناه أن يقال تهدما ألست الحمى للناس من كل طارق * ينوب فيا ذلاه من طرق الحمى ألست لأفق الرشد بدرا فما له * أجيل به طرفي فألفيه مظلما مضيت حميد المأثرات ولا أرى * خلافك هذا العيش إلا مذمما وكم منبر أبكيته كان قبل ذا * يكاد إذا ترقاه أن يتبسما فلا بعدت تلك الليالي التي بها * سهرت وباتت أعين الناس نوما تقوم إلى المحراب ترعد خيفة * كأنك قد أبصرت فيه جهنما يشوقك أن ترقى إلى الله عارجا * فتنصب للقيا صلاتك سلما أصابك صرف الدهر للدين حافظا * وللمال متلافا وللعلم عيلما أصاب قلوب المسلمين وإنهم * ليرضون أن يفنوا جميعا وتسلما ولما رماك الدهر أيقن أنه * أصاب وكلا لو أصاب لما رمى
(١١٤)