مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ١٥١
الأمر التاسع الحضور والجلوس في المجالس التي تذكر فيها فضائله ومناقبه وما يتعلق به صلوات الله عليه ويدل على ذلك " مضافا إلى أنه من لوازم المحبة وعلاماتها وأنه من الخيرات التي أمرنا بالاستباق إليها: قال الله * (فاستبقوا الخيرات) *.
- قول مولانا الرضا (عليه السلام) في الحديث المروي في أمالي الصدوق (1) وعاشر البحار (2) من جلس مجلسا يحيي فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب.
- ويدل عليه أيضا قول الصادق (عليه السلام) لفضيل في الحديث المروي في البحار (3) وغيره تجلسون وتحدثون؟
قال فضيل: نعم جعلت فداك.
قال (عليه السلام): إن تلك المجالس أحبها فأحيوا أمرنا يا فضيل فرحم الله من أحيى أمرنا.
- ويشهد لما ذكرنا أيضا جميع ما ورد في الحث والترغيب على الحضور في مجالس الذكر كقول النبي (صلى الله عليه وآله) ارتعوا في رياض الجنة قالوا: يا رسول الله، وما رياض الجنة؟ قال (صلى الله عليه وآله) مجالس الذكر، الخبر.
- وقوله في حديث (4) آخر إن الله يغفر لمن يجلس في مجلس الذاكرين ويؤمنه مما يخافه فتقول الملائكة: إن فيهم فلانا وإنه لم يذكرك فيقول الله: قد غفرت له بمجالسته لهم فإن الذاكرين من لا يشقى بهم جليسهم، رواهما الشيخ أحمد بن فهد (رضي الله عنه) في عدة الداعي، ووجه الاستشهاد أن ذكره وذكر آبائه (عليه السلام) ذكر الله عز وجل.
- لما رواه الشيخ محمد بن يعقوب (رضي الله عنه) في الكافي (5) عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما اجتمع في مجلس قوم لم يذكروا الله عز وجل ولم يذكرونا إلا كان ذلك المجلس حسرة عليهم يوم القيامة ثم قال أبو جعفر (عليه السلام) إن ذكرنا من ذكر الله وذكر عدونا من ذكر الشيطان.

١ - أمالي الصدوق: ٤٥.
٢ - البحار ج ٤٤ ص ٢٧٨ ح ١.
٣ - البحار: ٤٤ / ٢٨٢ ح ١٤.
٤ - عدة الداعي: ٢٣٨ ح ١٧ المستدرك: ١ / ٤٠٠ ح ٢.
٥ - أصول الكافي: ٢ / 496 ح 2.
(١٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 ... » »»