والحروب التي كانت تنشب بين الكفار وبينهم. ثم تلا الصادق (عليه السلام) هذه الآية مثلا لإبطاء القائم (عليه السلام) * (حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا) * الآية.
وأما العبد الصالح أعني الخضر (عليه السلام) فإن الله تبارك وتعالى ما طول عمره لنبوة قدرها له ولا لكتاب ينزله عليه ولا لشريعة ينسخ بها شريعة من كان قبله من الأنبياء (عليهم السلام) ولا لإمامة يلزم عباده الاقتداء بها ولا لطاعة يفرضها له، بلى إن الله تعالى لما كان في سابق علمه أن يقدر عمر القائم في أيام غيبته ما يقدره (1) وعلم من إنكار عباده بمقدار ذلك العمر في الطول طول عمر العبد الصالح من غير سبب يوجب ذلك إلا لعلة الاستدلال به على عمر القائم وليقطع بذلك حجة المعاندين لئلا يكون للناس على الله حجة. انتهى الحديث الشريف.
وقد أوردناه بطوله لاشتماله على فوائد جمة وأمور مهمة فتدبر فيه.
فضيلة معرفته (عليه السلام) الأمر السابع عشر طلب معرفته من الله عز وجل فإنه ليس العلم بكثرة التعليم والتعلم بل هو نور يقذفه الله في قلب من يريد أن يهديه ومن يهد الله فهو المهتد.
- وفي الكافي (2) عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل * (ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا) * فقال: طاعة الله ومعرفة الإمام.
- وفيه (3) عن أبي بصير قال: قال لي أبو جعفر (عليه السلام): هل عرفت إمامك؟
قال: قلت: أي والله قبل أن أخرج من الكوفة.
فقال (عليه السلام): حسبك إذا.
- وفيه (4) في الصحيح عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ذروة الأمر وسنامه ومفتاحه وباب الأشياء ورضا الرحمن تبارك وتعالى الطاعة للإمام بعد معرفته.