مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ١٥٢
- ويدل على المقصود أيضا ما روى في الوسائل وغيره (1) عن عباد بن كثير قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) إني مررت بقاص يقص وهو يقول هذا المجلس لا يشقى به جليس قال:
فقال أبو عبد الله عليه الصلاة والسلام: هيهات هيهات، أخطأت استهم الحفرة إن لله ملائكة سياحين سوى الكرام الكاتبين فإذا مروا بقوم يذكرون محمدا وآل محمد (صلى الله عليه وآله) قالوا قفوا فيجلسون فيتفقهون معهم فإذا قاموا عادوا مرضاهم وشهدوا جنائزهم وتعاهدوا غائبهم فذلك المجلس الذي لا يشقى به جليس، انتهى هذا مضافا إلى أن الجلوس في تلك المجالس تكثير لسواد المحبين والأنصار وهو محبوب عند الخالق الجبار والأئمة الأبرار كما أن تكثير سواد المعاندين والأشرار مبغوض عندهم.
- يدل عليه ما في البحار (2) من المناقب سأل عبد الرحمن بن رياح القاضي أعمى عن عمائه؟
فقال: كنت حضرت بكربلاء، وما قاتلت فنمت فرأيت شخصا هائلا قال لي: أجب رسول الله (صلى الله عليه وآله).
فقلت: لا أطيق فجرني إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فوجدته حزينا، وفي يده حربة، وبسط قدامه نطع وملك قبله قائم في يده سيف من النار يضرب أعناق القوم وتقع النار فيهم فتحرقهم ثم يحيون ويقتلهم أيضا هكذا فقلت السلام عليك يا رسول الله والله ما ضربت بسيف، ولا طعنت برمح، ولا رميت سهما.
فقال النبي (صلى الله عليه وآله) ألست كثرت السواد؟ فسملني وأخذ من طست فيه دم فكحلني من ذلك الدم فاحترقت عيناي، فلما انتبهت كنت أعمى.
الأمر العاشر إقامة المجالس التي يذكر فيها مولانا صاحب الزمان (عليه السلام) وتنشر فيها مناقبه وفضائله ويدعى له فيها وبذل النفس والمال في ذلك لأنه ترويج لدين الله، وإعلاء كلمة الله وإعانة على البر والتقوى، وتعظيم شعائر الله ونصرة ولي الله.
- ويدل على ذلك مضافا إلى اجتماع العناوين المذكورة، وغيرها فيه قول الصادق (عليه السلام)

١ - الوسائل ج ١١ / ٥٦٦ باب ٢٣ ح ٢.
٢ - البحار: ٤٥ / ٣٠٣ المناقب: ٣ / 216.
(١٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 ... » »»