أقول: أما الاستحباب فيكفي في إثباته هذا المقدار، نظرا إلى قاعدة التسامح المقررة عند العلماء الأخيار، ويمكن القول بالوجوب في بعض الأوقات، بملاحظة بعض الجهات مثل أن يذكر اسمه الشريف أو بعض ألقابه المباركة في مجلس فيه جماعة فيقوم الجميع احتراما له، ففي تلك الحالة إن لم يقم بعض أهل المجلس من غير عذر كان عدم قيامه توهينا وهتكا لاحترامه (عليه السلام) ولا شك في حرمته لأنه توهين لله عز شأنه كما لا يخفى.
فضيلة البكاء لفراقه (عليه السلام) الرابع عشر والخامس عشر والسادس عشر البكاء والإبكاء والتباكي على فراقه وما ورد عليه من المصائب والمحن والأحزان ويدل على ذلك بالعموم والخصوص عدة من النصوص.
- منها ما في عاشر البحار (1) وغيره عن الرضا (عليه السلام) قال: من تذكر مصابنا فبكى وأبكى لما ارتكب منا كان معنا في درجتنا يوم القيامة ومن ذكر بمصابنا فبكى وأبكى لم تبك عينه يوم تبكي العيون.
- وفيه (2) عن الصادق (عليه السلام) قال: من ذكرنا أو ذكرنا عنده، فخرج من عينه دمع مثل جناح بعوضة غفر الله له ذنوبه، ولو كانت مثل زبد البحر.
ومر في حديث مسمع عنه (3) (عليه السلام) أنه قال: ما من عين بكت لنا إلا نعمت بالنظر إلى الكوثر، وسقي منه من أحبنا الخ.
- وفي حديث مسمع (4) أيضا أن الصادق (عليه السلام) قال: فما بكى أحد رحمة لنا ولما لقينا إلا رحمه الله قبل أن تخرج الدمعة من عينه فإذا سال دموعه على خده فلو أن قطرة من دموعه سقطت في جهنم لأطفأت حرها، حتى لا يوجد لها حر.
- وفي البحار عنه (عليه السلام) (5) قال: من دمعت عينه فينا دمعة لدم سفك لنا أو حق أنقصناه، أو عرض انتهك لنا، أو لأحد من شيعتنا بوأه الله تعالى بها في الجنة حقبا.