الأمر الثامن أن يكون المؤمن محزونا مهموما لفراقه وهذا من علامات حبه واشتياقه وفي الديوان المنسوب إلى سيدنا ومولانا أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام في بيان دلائل المحبة الصادقة:
ومن الدلائل أن يرى من شوقه * مثل السقيم في الفؤاد غلائل ومن الدلائل أن يرى من أنسه * مستوحشا من كل ما هو شاغل ومن الدلائل ضحكه بين الورى * والقلب محزون كقلب الثاكل والدليل على أن ذلك من علامات أهل الإيمان وكونه في أعلى مراتب الحسن والرجحان كثير من الأخبار المروية عن الأئمة الأطهار:
فمنها: ما ورد أن من علامات الشيعة أن يكون محزونا في حزن الأئمة (عليهم السلام) ولا ريب في أن غيبة مولانا الحجة وما يرد عليه وعلى شيعته من أسباب الحزن والمحنة من أعظم ما يكون سببا لحزن الأئمة كما يتبين لك بالحديث الآتي في فضل البكاء لفرقته وطول غيبته إن شاء الله تعالى.
- ومنها: ما في كمال الدين (1) بإسناده عن مولانا أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: كم من حرى مؤمنة وكم من مؤمن متأسف حيران، حزين، عند فقدان الماء المعين الخبر.
- ومنها ما روي في الكافي (2) عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال نفس المهموم لنا، المغتم لظلمنا تسبيح، وهمه لأمرنا عبادة، وكتمانه لسرنا جهاد في سبيل الله. قال محمد بن سعيد أحد رواة الحديث: أكتب هذا بالذهب فما كتبت شيئا أحسن منه.
ومنها: ما مر في صدر الباب الرابع في حديث ابن أبي يعفور الظاهر منه أن أحد (3) حقوق المؤمن على المؤمن أن يحزن لحزنه إذ لا ريب في ثبوت هذا الحق لمولانا صاحب الزمان على جميع أهل الإيمان بالأولوية القطعية.
- ومنها: ما في ثالث البحار (4) عن مسمع كردين عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الموجع