ولم يعلموا بمكانه وهم في ذلك يعلمون أنه لم تبطل حجة الله فعندها فتوقعوا الفرج كل صباح ومساء الخبر.
- ومنها ما روي فيه أيضا (1) عن القمي في حديث رواه عن أبيه عن محمد بن الفضيل، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام) إلى أن قال: قلت جعلت فداك، فمتى يكون ذلك؟
قال: أما إنه لم يوقت لنا فيه وقت، ولكن إذا حدثناكم بشئ فكان كما نقول فقولوا: صدق الله ورسوله وإن كان بخلاف ذلك فقولوا صدق الله ورسوله تؤجروا مرتين ولكن إذا اشتدت الحاجة والفاقة، وأنكر الناس بعضهم بعضا، فعند ذلك توقعوا هذا الأمر صباحا ومساء.
قلت جعلك فداك، الحاجة والفاقة عرفناها، فما إنكار الناس بعضهم بعضا قال: يأتي الرجل أخاه في حاجة فيلقاه بغير الوجه الذي كان يلقاه فيه، ويكلمه بغير الكلام الذي كان يكلمه.
أقول: المقصود من توقع الفرج صباحا ومساء هو الانتظار للفرج الموعود في كل وقت يمكن فيه وقوع هذا الأمر المسعود، ولا ريب في إمكان وقوع ذلك في جميع الشهور والأعوام، بمقتضى أمر المدبر العلام فيجب الانتظار له على الخاص والعام ومنها الأحاديث المستفيضة الناهية عن التوقيت للظهور وسنذكرها في طي تلك الأمور لأن مقتضى نفي الظهور في مدة معينة من الأعوام والشهور هو التوقيت بمضي هذا المقدار من الدهور، وهو محرم بنص الأخبار الواردة عن الأئمة الصدور.
ويشهد لما ذكرناه ويؤيده طوائف من الأخبار، المروية عن الصادقين الأطهار.
منها: ما دل على كون وقت ظهوره من الأمور البدائية القابلة للتقديم والتأخير بمقتضى حكمة العالم الخبير كما أشار إليه مولانا الصادق عليه الصلاة والسلام في رواية حماد بن عثمان السابقة وقد مر ما يدل على ذلك من الأحاديث اللائقة.
ومنها: الأحاديث الآمرة بإعداد السلاح، والمرابطة الدائمة بحسب الحكمة اللازمة إذ الأمر بذلك مع اليأس عن الظهور في مدة معينة لغو لأن ذلك ونحوه من آثار الانتظار المأمور به في الأخبار.