مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ٣٧٤
وحيه، وخزانه على علمه، ووجهه الذي يؤتى منه، وعينه في بريته، ولسانه الناطق، وقلبه الواعي، وبابه الذي يدل عليه، نحن العاملون بأمره، والداعون إلى سبيله بنا عرف الله، وبنا عبد الله، نحن الأدلاء على الله، ولولانا ما عبد الله.
تذنيب ظاهر قوله تعالى: * (كل شئ هالك إلا وجهه) * بضميمة الأخبار المصرحة بأن محمدا وآله المعصومين (عليهم السلام) المراد بوجه الله، وبعض آخر من الأخبار يدل على فناء جميع الأشياء عند نفخ الصور، حتى الأرواح إلا أرواح محمد وآله المعصومين، صلوات الله عليهم أجمعين وقد ذهب إلى هذا القول بعض علمائنا (ره).
ونسب العلامة المجلسي (ره) في البحار (1) القول بفناء جميع المخلوقات عند انقضاء العالم إلى جماعة من المتكلمين.
وذهب جماعة إلى بقاء الأرواح مطلقا والأحوط إيكال علم ذلك إلى الأئمة الطاهرين سلام الله عليهم أجمعين، لأنه من المسائل الأصولية، وليس في المقام دليل قطعي يوجب الجزم بأحد من الطرفين.
- ومما يدل على الأول، ما في الاحتجاج (2) عن الصادق في جواب مسائل الزنديق حيث سأله أيتلاشى الروح بعد خروجه من قالبه أم هو باق؟ قال (عليه السلام): بل هو باق إلى وقت ينفخ في الصور فعند ذلك تبطل الأشياء وتفنى، فلا حس ولا محسوس، ثم أعيدت الأشياء كما بدأها مدبرها وذلك بعد أربعمائة سنة نشأت فيها الخلق وذلك بين النفختين الخبر.
- وفي نهج البلاغة (3) في بعض خطب أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: وإنه سبحانه يعود بعد فناء الدنيا وحده لا شئ معه. كما كان قبل ابتدائها كذلك يكون بعد فنائها، بلا وقت، ولا مكان، ولا حين، ولا زمان، عدمت عند ذلك الآجال والأوقات، وزالت السنون والساعات، فلا شئ إلا الواحد القهار، (الخ).

١ - بحار الأنوار: ٦ / ٣٣١.
٢ - الاحتجاج: ٢ / 97 باب احتجاج الصادق (عليه السلام) على الزنديق.
3 - نهج البلاغة: 274 خطبة 186.
(٣٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 369 370 371 372 373 374 375 376 377 378 379 ... » »»