مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ٣٨٥
الحديث الشريف.
وجه الدلالة أنه قد جعل المدح باللسان صلة لرسول الله (صلى الله عليه وآله) وقرره الإمام على ذلك وهكذا الدعاء للإمام (عليه السلام) لأنه أيضا إحسان واحترام وسيأتي فيما يأتي ما يدل على المرام والله العاصم وهو ولي الإنعام.
المكرمة التاسعة والعشرون أن الدعاء بتعجيل فرجه وظهوره تعاون على البر والتقوى وقد أمر الله عز وجل به في قوله تعالى: * (تعاونوا على البر والتقوى) *.
المكملة للثلاثين أنه يوجب نصر الله تعالى للداعي، والغلبة على الأعداء ويدل على ذلك قوله تعالى:
* (ولينصرن الله من ينصره) * وقوله تعالى: * (إن تنصروا الله ينصركم) *.
وتقريب الاستدلال، أنه لا ريب في عدم حاجة الرب تبارك وتعالى شأنه إلى نصرة أحد من المخلوقين، فالمراد بالنصر الذي أمرهم به أن ينصروا أولياءه (عليهم السلام)، وحيث كان الدعاء بتعجيل ظهور صاحب الزمان (عليه السلام) من أقسام النصرة باللسان، صار من مصاديق ذاك العنوان.
والأخبار الشاهدة لكون النصر باللسان، من أقسام النصر المأمور به المندوب إليه كثيرة:
- منها: ما في فوائد المشاهد عن مولانا المظلوم أبي عبد الله الحسين عليه الصلاة والسلام، أنه قال في ليلة العاشوراء: فقد أخبرني جدي أن ولدي الحسين (عليه السلام) يقتل بطف كربلاء غريبا وحيدا عطشانا، فمن نصره فقد نصرني، ونصر ولده القائم (عليه السلام) ومن نصرنا بلسانه، فإنه في حزبنا في يوم القيامة.
- ومنها: (1) قول مولانا الرضا عليه الصلاة والسلام لدعبل: مرحبا بناصرنا بيده ولسانه.
- ومنها ما في وصية مولانا الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) لعبد الله بن جندب: يا بن جندب إن لله تبارك وتعالى سورا من نور محفوفا بالزبرجد والحرير منجدا بالسندس والديباج، يضرب هذا السور بين أوليائنا وبين أعدائنا فإذا غلى الدماغ، وبلغت القلوب

١ - بحار الأنوار: ٤٥ / 257 / ح 15.
(٣٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 380 381 382 383 384 385 386 387 388 389 390 ... » »»