الكافي (1): والله يا أبا خالد لنور الإمام في قلوب المؤمنين أنور من الشمس المضيئة بالنهار وهم والله ينورون قلوب المؤمنين ويحجب الله عز وجل نورهم عمن يشاء، فتظلم قلوبهم، والله يا أبا خالد: لا يحبنا عبد ولا يتولانا حتى يطهر الله قلبه، ولا يطهر الله قلب عبد حتى يسلم لنا، ويكون سلما لنا فإذا كان سلما لنا سلمه الله من شديد الحساب وآمنه من فزع يوم القيامة الأكبر.
- ومما يشهد لما ذكرناه ما في الخرائج (2)، عن أبي بصير قال: دخلت المسجد مع أبي جعفر (عليه السلام) والناس يدخلون ويخرجون فقال لي: سل الناس، هل يرونني؟ فكل من لقيته قلت له أرأيت أبا جعفر (عليه السلام) يقول لا وهو واقف حتى دخل أبو هارون المكفوف قال سل هذا فقلت هل رأيت أبا جعفر فقال: أليس هو بقائم ثم قال: وما علمك؟ قال: وكيف لا أعلم وهو نور ساطع.
الأمر الثالث: قد ظهر من جميع ما ذكرناه ونذكره في هذا الكتاب عظمة شأن هذا العمل الشريف أعني الاهتمام والمداومة في الدعاء لمولانا الغائب عن الأبصار عند الخالق الجبار بحسب ما استفدناه من الآيات والأخبار وما يترتب عليه من الفوائد والآثار، فلا ريب بعد ذلك عند أحد فيكون سببا لزيادة إشراق نور الإمام في قلب الداعي، بسبب كمال إيمانه بهذه العبادة الجليلة وإحسانه إلى مولاه بحسب وسعه في الحقيقة. فهو يوجب توجه الإمام إليه وإشراق نوره في قلبه إن شاء الله تعالى.
المكرمة الثامنة والعشرون أن الاهتمام والمداومة في الدعاء له وبتعجيل فرجه وظهوره يوجب طول العمر، وسائر ما يترتب على صلة الأرحام من الآثار والفوائد العظام إن شاء الله تعالى.
- ويدل على ذلك بالخصوص ما ورد في فضل دعاء منصوص: ففي مكارم الأخلاق (3) روي أن من دعا بهذا الدعاء عقيب كل فريضة وواظب على ذلك عاش حتى