مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ٣٧٥
الأمر الثاني في بيان وجوب حفظ الأمانة ورعايتها، وأدائها إلى أهلها، عقلا ونقلا.
أما العقل: فلأن ترك حفظ الأمانة والمسامحة في رعايتها ظلم في نظر العقل، وقبح الظلم من البديهيات عند العقلاء كما لا يخفى.
وأما الكتاب الكريم، فقوله تعالى (1): * (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها) * وقوله تعالى: * (والذين لأماناتهم وعهدهم راعون) * (2) وقوله تعالى: * (لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم) * (3) الآية.
وأما الأخبار فكثيرة مذكورة في مظانها.
الأمر الثالث في بيان كيفية الرعاية لتلك الأمانة الإلهية فنقول: إن ذلك يحصل بأمور:
منها: المحبة لهم (عليهم السلام) في القلب، والاعتقاد بولايتهم، ووجوب إطاعتهم وهذه الرعاية القلبية التي لا عذر لأحد في تركها في حال من الأحوال.
ومنها: التمسك بملازمتهم ومتابعتهم صلوات الله عليهم في كل ما أمروا به أو نهوا عنه والتأسي بهم وهذا هو الغرض من نصب الإمام (عليه السلام).
ومنها: بذل الوسع فيما يحصل به دفع الأذى عنهم ويكون مقدمة لحفظهم أو حفظ أعراضهم وأسرارهم وأهلهم ومالهم وأولادهم وشيعتهم وكل ما يتعلق بهم، وينتسب إليهم، وهذا هو الذي شرع له التقية، مع ما ورد فيها من الأوامر الأكيدة.
ومنها: بذل الوسع في إيصال المنافع إليهم، بما أوجب الله عليه أو ندب إليه.
ومنها: بيان أحقيتهم وإمامتهم، وفضائلهم، وضلالة مخالفيهم لمن له أهلية ذلك وكتمانه

(٣٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 370 371 372 373 374 375 376 377 378 379 380 ... » »»