مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ٣٧١
مملوءة من فضائل الأئمة الطاهرين، صلوات الله عليهم أجمعين.
والمراد بهذا المعنى الثامن حفظهم (عليهم السلام) عمن أراد حطهم عن مقامهم، كزيد بن الحسن، وعبد الله الأفطح، ومحمد بن عبد الله، الذي ادعى المهدوية، وجعفر الكذاب، الذي قصد الجلوس في مقر الإمامة، وأضرابهم الذين ادعوا المقام، الذي جعله الله لأئمتنا، تمنوا منزلتهم التي خصهم الله بها فقد أظهر الله تعالى كذب من نازعهم في هذا المقام وأظهر معجزاتهم وعلومهم وعلو شأنهم على الأنام حتى رجع وأرغم أنوف المفترين عند الخاص والعام.
التاسع: أن يكون المحفوظة بمعنى المخصوصة قال في القاموس (1) احتفظه لنفسه خصها به. إنتهى فالمعنى أن الله عز وجل اصطنعهم لنفسه، وخصهم بكرامته وجعلهم في دار الدنيا أمانة عند خلقه.
- ويؤيد هذا الوجه ما روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام): نحن صنائع ربنا، والخلق بعد صنائع لنا.
وفي التوقيع الشريف المروي في الاحتجاج (2): صنائعنا، بدون اللام وقد مر معناه في الباب الثالث.
- ويؤيده أيضا الحديث القدسي (3) المروي في بعض الكتب المعتبرة قال الله عز وجل مخاطبا لنبيه (صلى الله عليه وآله): خلقت الأشياء لأجلك وخلقتك لأجلي.
أقول: الذي يختلج بالبال في معنى هذا الحديث وجوه:
أحدها: أن الغرض الأولي الأصلي كان وجود محمد (صلى الله عليه وآله) فهو المقصود بالأصالة دون سائر المخلوقات، فلو لم يخلقه الله تعالى لم يخلق غيره.
والثاني: أن الله عز وجل خلق محمدا وآله (صلى الله عليه وآله)، لظهور قدرته وكمال علمه لأن كمال المصنوع يدل على كمال صانعه فظهور قدرة الله وعلمه بنحو الكمال تحقق بخلقه محمدا والآل. ثم خلق سائر المخلوقات لظهور شؤونهم وكمالاتهم وقدرهم صلوات الله عليهم

١ - القاموس: ٢ / ٤٠٩.
٢ - الاحتجاج: ٢ / 278 توقيعات الناحية المقدسة.
3 - مشارق الأنوار: 179.
(٣٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 366 367 368 369 370 371 372 373 374 375 376 ... » »»