مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ٣٧٨
يمل الحياة ويتشرف بلقاء صاحب الأمر عجل الله تعالى فرجه وهو: اللهم صل على محمد وآل محمد، اللهم إن رسولك الصادق المصدق صلواتك عليه وآله قال: إنك قلت: ما ترددت في شئ أنا فاعله كترددي في قبض روح عبدي المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته اللهم فصل على محمد وآل محمد، وعجل لأوليائك الفرج والنصر والعافية، ولا تسؤني في نفسي، ولا في فلان. قال وتذكر من شئت. إنتهى.
فإن قلت: ما وجه الدلالة على كون هذا الدعاء دعاء لتعجيل فرج مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه؟.
قلت: وجه الدلالة على ذلك ما ذكرناه في الباب الرابع، في حرف الفاء من أن بفرجه وظهوره يكون فرج جميع أولياء الله، وعافيتهم ونصرتهم مضافا إلى أنه ورد في بعض الروايات هكذا وعجل لوليك الفرج (الخ).
إذ لا ريب عند المتتبع في الروايات المروية عن الأئمة (عليهم السلام) والأدعية المأثورة عنهم، أن المقصود من الولي عند الإطلاق في مثل هذا المقام، هو خصوص مولانا صاحب الزمان (عليه السلام) وإن شئت فارجع إلى دعاء مولانا أبي الحسن الرضا له، صلوات الله عليهما، والدعاء المروي بعد صلاة الليل وزيارة يوم الجمعة وغيرها من الدعوات والزيارات كي يتضح لك صحة ما ادعيناه.
فإن قلت: يحتمل أن يكون المراد بالولي هنا المؤمن، لأن إطلاق الولي عليه أيضا كثير شائع في الروايات؟.
قلت: هذا احتمال بعيد وتوجيه غير سديد لأن ما ذكرناه مؤيد بوجوه:
منها: ما ورد في فضل هذا الدعاء، من كونه موجبا للتشرف بلقاء صاحب الأمر (عليه السلام) إذ لا يخفى على العارف بأساليب الدعوات وخصوصياتها أن ترتب هذا الأثر إنما هو لكونه دعاء في حق صاحب الأمر (عليه السلام).
ومنها: ما يستفاد من بعض الأدعية كدعاء يوم عرفة من الصحيفة المباركة السجادية، وبعض الروايات المأثورة أن من آداب الدعاء تقديم الدعاء في حق صاحب الأمر بعد الثناء على الله تعالى والصلاة على رسوله وآله (عليهم السلام)، على الدعاء لنفسك وهذا الدعاء الشريف قد وقع بهذا الترتيب.
(٣٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 373 374 375 376 377 378 379 380 381 382 383 ... » »»