ومنها: أن المعهود من الدعاء بالفرج والنصر والعافية في الدعوات المأثورة قد وقع غالبا لمولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه فمن ملاحظة جميع ما ذكرناه يطمئن المستأنس بكلماتهم (عليهم السلام) بل يقطع بأن المراد بالولي في هذا الدعاء هو خصوص مولانا الغائب عن الأبصار عجل الله تعالى فرجه مضافا إلى أن اهتمامهم بالدعاء للحجة عجل الله تعالى فرجه عقيب صلواتهم يؤيد كونه المراد بالولي في هذا الدعاء أيضا.
هذا كله على رواية الولي، وأما على رواية الأولياء فهو أيضا دعاء بتعجيل فرجه وظهوره إذ به يتحقق الفرج الحقيقي الكلي لجميع أولياء الله تعالى كما قدمنا فتدبر هذا.
وأما قوله: " ما ترددت في شئ أنا فاعله " الخ، فسنذكر شرحه وتوجيهه في الباب الآتي إن شاء الله تعالى مع ذكر سند الدعاء المذكور على النحو المأثور.
ويدل على المقصود أيضا بالعموم، ما ورد في فضل صلة الأرحام، والإحسان إلى القرابات من كونه موجبا لطول العمر، بضميمة ما ورد في الروايات من أفضلية صلة قربى النبي (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين (عليه السلام)، من صلة القرابة النسبية فإذا كان الإحسان إلى القرابات النسبية موجبا لطول العمر، فالإحسان إلى قربى النبي (صلى الله عليه وآله) يوجبه بطريق أولى، وليس في قربى النبي (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين (عليه السلام) أفضل من مولانا صاحب الزمان فهو من أعظم مصاديق ذاك العنوان.
فههنا مواضع من الكلام.
أحدها: في بيان إيجاب صلة الرحم لطول العمر.
والثاني: كون صلة رحم النبي (صلى الله عليه وآله) آكد وأفضل في هذا الباب.
والثالث: في بيان كون الدعاء صلة وإحسانا.
- أما الأول: فيدل عليه ما في أصول الكافي (1) بسند صحيح، عن محمد بن عبيد الله قال: قال أبو الحسن الرضا (عليه السلام): يكون الرجل يصل رحمه فيكون قد بقي من عمره ثلاث سنين فيصيرها الله ثلاثين سنة، ويفعل الله ما يشاء.
- وفيه (2) بإسناده عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: صلة الأرحام تزكي الأعمال، وتنمي