مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ٣٧٦
عن من يجب الكتمان عنه.
ومنها: إظهار المحبة القلبية بما يصدر من الجوارح البدنية لسانا ويدا وغيرهما، إلى غير ذلك من أقسام الرعاية والنصرة الداخلة في عموم ما ذكرناه.
الأمر الرابع في بيان كون الدعاء لمولانا صاحب الزمان ومسألة تعجيل فرجه وظهوره من القادر المنان من مصاديق ذاك العنوان وهو واضح لا يكاد يحتاج إلى البيان، إذ لا يخفى كون هذا الدعاء أسوة بالحجج الأصفياء، ونصرة باللسان وتمسكا بطريقة الأولياء، وفيما ذكرناه ذكرى لمن ألقى السمع وهو شهيد.
المكرمة السابعة والعشرون زيادة إشراق نور الإمام في قلب الداعي له بتعجيل الفرج ودفع الشدة والحرج: وهذا المرام يتضح بذكر أمور ثلاثة:
الأول: أنه لا ريب في تنقل حالات القلب وتغيرها بسبب ما يرد عليها من الأعمال الصادرة عن الإنسان وهذا أمر واضح بالوجدان مضافا إلى ما يدل عليه من آيات القرآن، والأحاديث المروية عن أهل الذكر والتبيان، قال الله عز وجل في وصف أهل الإيمان * (الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم) * وفي وصف أهل الكفر والطغيان * (ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة) * والآيات الدالة على المقصود كثيرة.
- وعن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: تلاقوا وتذاكروا وتحدثوا فإن الحديث جلاء القلوب إن القلوب ترين كما يرين السيف. والأخبار في هذا الباب لا تحصى والغرض الإشارة.
الأمر الثاني: كلما كان العمل الصالح عند الله تعالى أجل وأعظم كان أثره في إضاءة القلب أشد وأتم ولهذا ترى أنه لا شئ بعد معرفة الله تعالى ومعرفة النبي أعظم أثرا في ذلك، من محبة أمير المؤمنين وأولاده الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين، وولايتهم.
- ولهذا قال مولانا أبو جعفر (عليه السلام) لأبي خالد الكابلي، في الحديث المروي في أصول
(٣٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 371 372 373 374 375 376 377 378 379 380 381 ... » »»