أحدها: اليقين القلبي بإمامتهم وولايتهم، والتسليم لهم في كل ما ورد عنهم.
وثانيها: المودة القلبية لهم.
وثالثها: بغض أعدائهم ومن تقدم عليهم.
ورابعها: إطاعتهم واتباعهم في جميع ما أمروا به، ونهوا عنه.
وخامسها: إظهار الاعتقاد القلبي المذكور باللسان والأركان بقدر الإمكان.
وسادسها: نصرهم في جميع الأحوال على حسب ما يقتضيه الحال وهذه العناوين الستة تتحقق في الدعاء لمولانا صاحب الزمان، ومسألة تعجيل فرجه وظهوره من القادر المنان وهذا واضح لا يحتاج إلى البيان.
المكرمة الخامسة والعشرون ما يترتب على بر الوالدين من الفوائد والمكارم الدنيوية والأخروية، لما نبهنا عليه في الباب الثالث من أن الإمام هو الوالد الحقيقي لجميع الأنام، فمن ظلمه فقد عق والده الحقيقي، ومن بره فاز بجميع ما يترتب على البر بالوالد الظاهري ولا ريب في أن الوالد الحقيقي أعظم حقا وأرفع شأنا، وأولى بالإحسان من الوالد الظاهري النسبي للإنسان.
- ويدل على ذلك مضافا إلى دلالة العقل السليم عن شوائب الأوهام ما ورد في حديث طويل مروي عن تفسير الإمام فإنه قال: ولحقنا أعظم عليكم من حق أبوي ولادتكم فإنا منقذوكم إن أطعتمونا من النار إلى دار القرار، الخبر (1) كما أنه لا ريب في كون الدعاء للوالد خصوصا مع أمره بذلك من أوضح أنواع البر وأعظمها وأنفعها.
وأما ذكر ما يترتب على البر بالوالدين من أنواع الخير والثواب فهو خارج عما وضع له هذا الكتاب فمن أراده فليرجع إلى كتب الأصحاب، مثل الكافي (2) والبحار وغيرهما من كتب الأخبار.