مراتب الإيمان وأما مراتب الإيمان فقد نقل شيخنا البهائي (1) رئيس المحققين نصير الملة والدين في بعض رسائله: أن مراتب الإيمان متخالفة كمراتب معرفة النار مثلا، فإن أدناها معرفة من سمع أن في الوجود شيئا يظهر أثره في كل شئ يحاذيه، وإن أخذ منه شئ لم ينقص، ويسمى ذلك الموجود نارا، ونظير هذه المرتبة في معرفة الله تعالى معرفة المقلدين الذين صدقوا بالدين من غير وقوف على الحجة.
وأعلى منها من وصل إليه دخان النار، وعلم أنه لا بد له من مؤثر، فحكم بذات لها أثر الدخان، ونظير هذه المرتبة في معرفة الله تعالى معرفة أهل النظر والاستدلال الذين حكموا بالبراهين القاطعة على وجود الصانع تعالى.
وأعلى منها من أحس بحرارة النار بسبب مجاورتها، وشاهد الموجودات بنورها وانتفع بذلك الأثر، ونظير هذه المرتبة في معرفة الله تعالى معرفة المؤمنين الخلص الذين اطمأنت قلوبهم بالله، وتيقنوا أن الله نور السماوات والأرض كما وصف.
وأعلى منها من احترقته النار بالكلية وتلاشى فيها بجملته، ونظير هذه المرتبة في معرفة الله تعالى معرفة أهل الشهود والفناء في الله وهي الدرجة والمرتبة القصوى انتهى كلامه أعلى الله مقامه (2).
.