الآخر وما هم بمؤمنين (1) فإنه قد أثبت سبحانه في هاتين الآيتين " التصديق باللسان، ونفي الإيمان " فعلم أن الإيمان ليس هو التصديق فقط،.
والحق أن الآيات في هذا الباب متعارضة، والترجيح لا يخلو عن إشكال، لكن أصالة عدم النقل عن معناه اللغوي في غير ما علم فيه النقل يقينا يرجح الأول، وهو كونه للتصديق المخصوص.
ومما يدل أيضا على أن الأعمال خارجة عن معنى الإيمان قوله تعالى " الذين آمنوا وعملوا الصالحات " (2) " ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا " (3) لأن العطف يدل على المغايرة بين المعطوف والمعطوف عليه لأن الشئ لا يعطف على نفسه، قوله: " وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا " (4) و " يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص " (5).
و " الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم " (6) مما اقترن الإيمان في هاتين الآيتين بالمعاصي، وظاهر أن الشئ لا يمكن اجتماعه مع ضده ولا مع ضد جزئه.
وأما الروايات الدالة على أن الأعمال داخلة في معنى الإيمان .