فأما إذن رسول الله فقد ثبت نسخه " (1).
وفيه: أولا: إن سعيدا هو الذي تمتع بمكة (2)، ومعه لا معنى لهذا النقل عنه.
ثانيا: إن أصحاب ابن عباس من أهل مكة واليمن كلهم يرون المتعة حلالا على مذهب ابن عباس (3)، ولو كان ابن عباس قد رجع عن فتواه لما استمر أصحابه على ذلك (4).
ثالثا: في السند - على رواية الطبراني - الحجاج بن أرطاة، وهو مدلس، كما صرح بذلك الهيثمي (5).
وقال يعقوب بن أبي شيبة: واهي الحديث، في حديثه اضطراب كثير (6).
وأما طريق البيهقي، ففيه المنهال بن عمرو، فقد ترك شعبة الرواية عنه، لكونه سمع آلة الطرب من بيته. وقال ابن حزم ليس بالقوي (7).
وفيه: أحمد بن سعيد بن بشر الهمداني، وهو ليس بالقوي - كما عن النسائي - (8).
وفيه أيضا: ابن وهب، وهو عبد الله بن محمد الدينوري، وهو يضع الحديث - كما عن الدارقطني -، وكان عمر بن سهل يرميه بالكذب (9).
في سنده الثاني مجاهيل، ومع ذلك لا أدرى كيف يستدل البعض بهذا الحديث!؟
3 - حديث الزهري:
ولعل هذا من أهم ما استدلوا به على رجوع ابن عباس عن فتواه، وفيما يلي