دراسات فقهية في مسائل خلافية - الشيخ نجم الدين الطبسي - الصفحة ٨٨
ولقد اخترت من بين المواضيع المقترحة: موضوع صلاة التراويح ونوافل ليالي شهر رمضان المبارك، التي قد يتصور لأول وهلة، أنها من مختصات أهل السنة، ولكن التتبع والتحقيق ومراجعة كلمات الفريقين وآرائهم، يكشف عن خطأ هذا التصور، وأن أصل المسألة وهو قيام شهر رمضان ونوافل لياليها والصلوات فيها، من الأمور والمسائل المشتركة بين الفريقين، بل الاشتراك في عددها أيضا كاد أن يكون حاصلا - في الجملة - وإنما الخلاف هو في إقامة هذه النوافل جماعة أم فرادى؟!
إن الاطلاع على نصوص تصريحات علماء أهل السنة يكشف عن أن أهل السنة يعترفون أيضا بأن هذه الصلوات المستحبة لم تؤد جماعة على عهد النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، وعلى عهد الخليفة الأول أيضا، وأنها من إبداعات الخليفة الثاني في السنة الرابعة عشرة من الهجرة النبوية، ولعلماء أهل السنة تبريرات لما أبدعه - وابتدعه - الخليفة الثاني، وسيوافيك...
وفي الختام نسأل الله العلي القدير أن يهدينا جميعا لما اختلف فيه من الحق بإذنه، وأن يوفقنا لما فيه الخير والصلاح، إنه ولي التوفيق.
معنى التراويح التراويح جمع ترويحة وهي في الأصل الجلسة مطلقا، ثم سميت بها الجلسة التي بعد أربع ركعات في ليالي شهر رمضان، لاستراحة الناس بها، ثم سمي كل أربع ركعات ترويحة، وهي أيضا اسم لعشرين ركعة في الليالي نفسها. (1) والترويحة: هي المرة الواحدة من الراحة، كتسليمة من السلام.
قيل: سميت الصلاة في الجماعة في ليالي رمضان التراويح، لأنهم أول ما اجتمعوا عليها، كانوا يستريحون بين كل تسليمتين. (2)

١. انظر: بحار الأنوار ١٠: ٣٦٣.
٢. انظر: فتح الباري ٤ / 294 - إرشاد الساري 4 / 654 - شرح الزرقاني 1 / 237.
(٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 82 83 84 85 87 88 89 90 91 92 93 ... » »»