وقال به من التابعين: عطاء وطاووس، وسعيد بن جبير، وجابر بن يزيد، وعمر بن دينار.
وقد ذكر ذلك على ما حكيناه أيضا أبو علي (1) الحسين بن علي بن يزيد في كتابه المعروف ب " كتاب الأقضية "، وكان إماما من أئمة العامة، فقيها، ثقة عندهم صدوقا.
وحكى أبو جعفر محمد بن حبيب في كتابه المعروف ب " كتاب المحبر " أنه كان يقول بالمتعة من الصحابة جماعة ممن سميناه، وزاد فيهم: أنس بن مالك، وزيد بن ثابت، وعمران بن حصين، وقال: والصحيح علي بن أبي طالب (عليه السلام) (2).
6 - الاضطراب في أحاديث التحريم:
إن أحاديث التحريم مضطربة جدا يخالف بعضها بعضا، لأنه روي في بعضها أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) حرمها عام خيبر، وروي في بعضها أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) حرمها عام الفتح بمكة، وروي في بعضها أنه في غزوة تبوك، وروي في بعضها أنه حرمها في حجة الوداع! وبين كل وقت ووقت زمان ممتد.
وقد أجيب بما لا يرجع إلى محصل، فإنهم أجابوا تارة:
بأنها كانت حلالا فحرمت عام خيبر، ثم أباحها بعد ذلك لمصلحة علمها، ثم حرمها في حجة الوداع.
وقد أجيب: أيضا انه تأكيد للتحريم.
أقول: إن الجواب الثاني يتناقض مع الأول إذ على الأول: أحلها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد التحريم مرات، وعلى الثاني: لم يحلها بعد التحريم.