دراسات فقهية في مسائل خلافية - الشيخ نجم الدين الطبسي - الصفحة ١٣٢
القسطلاني قائلا: " وأما حديث عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين بعدي.. ومثله حديث اقتدوا باللذين من بعدي.. فإنه ليس المراد بسنة الخلفاء الراشدين إلا طريقتهم الموافقة لطريقته (صلى الله عليه وآله) من جهاد الأعداء وتقوية شعائر الدين ونحوها، فإن الحديث عام لكل خليفة راشد لا يخص الشيخين، ومعلوم من قواعد الشريعة أن ليس لخليفة راشد أن يشرع طريقة غير ما كان عليها النبي (صلى الله عليه وآله) ثم عمر نفسه الخليفة الراشد سمى ما رآه من تجميع صلاته ليالي رمضان بدعة، ولم يقل: إنها سنة، فتأمل ". (1) وأما الجواب عن الفقرة الأولى من كلام القسطلاني حول تقسيم البدعة، فسيجئ من خلال عرض كلام الشاطبي والحافظ ابن رجب الحنبلي.
2 - قال ابن عابدين: ذيل قوله: أن كل صاحب بدعة لا يكون كافرا، أن البدعة أقسام: " قوله: صاحب بدعة أي محرمة، وإلا فقد تكون واجبة كنصب الأدلة للرد على أهل الفرق الضالة، وتعلم النحو المفهم للكتاب والسنة.
ومندوبة: كأحداث نحو رباط ومدرسة، وكل إحسان لم يكن في الصدر الأول.
ومكروهة: كزخرفة المساجد.
ومباحة: كالتوسيع بلذيد. المآكل والمشارب والثياب ". (2) 3 - العيني: " ثم البدعة على نوعين: إن كانت مما يندرج تحت مستحسن في الشرع فهي بدعة حسنة، وإن كانت مما يندرج تحت مستقبح في الشرع فهي بدعة مستقبحة ". (3) أنصار الرأي الثاني:
1 - الكحلاني: " قوله - أي قول عمر - نعم البدعة، فليس في البدعة ما يمدح بل

١. سبل السلام ٢ / ١١.
٢. رد المختار على الدر المختار ١ / 560.
3. عمدة القارئ 11 / 126.
(١٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 ... » »»