دراسات فقهية في مسائل خلافية - الشيخ نجم الدين الطبسي - الصفحة ١٢٧
لها وكذلك الخليفة أبي بكر طيلة خلافته، والخليفة عمر صدرا من خلافته، وتصريحه بأنها بدعة. ولم تصل إلينا رواية صحيحة مفادها أن عليا (عليه السلام) صلى النوافل جماعة.
هذا وقد صرح أعلام السنة كالعسقلاني، والعيني، وغيرهما أن النبي (صلى الله عليه وآله) لم يصل جماعة ولا شجعهم عليها في رواية قوية.
وإليك كلماتهم:
1 - رأي العسقلاني: قال: فتوفي رسول الله (صلى الله عليه وآله) والناس - وفي رواية: والأمر - على ذلك: أي على ترك الجماعة في التراويح، ولأحمد من رواية أبي ذئب، عن الزهري في هذا الحديث " ولم يكن رسول الله (صلى الله عليه وآله) جمع الناس على القيام.
وأما ما رواه ابن وهب، عن أبي هريرة: خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) وإذا الناس في رمضان يصلون في ناحية المسجد، فقال: ما هذا؟
فقيل: ناس يصلي بهم أبي بن كعب، فقال: أصابوا ونعم ما صنعوا، ذكره ابن عبد البر، وفيه مسلم بن خالد وهو ضعيف، والمحفوظ أن عمر هو الذي جمع الناس على أبي بن كعب ". (1) 2 - رأي العيني: " قوله: والأمر على ذلك، ثم كان الأمر على ذلك في خلافة أبي بكر وصدرا من خلافة عمر، يعني على ترك الجماعة في التراويح.
قوله: " إني أرى هذا "، من اجتهاد عمر واستنباطه من إقرار الشارع الناس يصلون خلفه ليلتين، وقاس ذلك على جمع الناس على واحد في الفرض ". (2) أقول: ومقصوده: إن الخليفة عمر اجتهد واستنبط جواز الجماعة في نوافل رمضان من إقرار - ورضاء - النبي 9 بصلاة الناس خلفه - في الليلتين أو الأربعة -

١. فتح الباري ٤ / ٢٩٦، انظر: الوشيح ٢ / ٤٠٥ - قال الكشميهني: والأمر على ذلك: أي ترك الجماعة في التراويح. وما روي عن عائشة: " كان الناس يصلون في المسجد أوزاعا فأمرني رسول الله (صلى الله عليه وآله) فضربت له حصيرا فصلى فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وصلى بصلاته الناس. (أبو داوود ٢ / ٦٧) فهي غريبة كما قاله بهاء الدين ابن شداد. (انظر: دلائل الأحكام ١ / ٤٣٥).
٢. عمدة القاري ١١ / 125.
(١٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 ... » »»