دراسات فقهية في مسائل خلافية - الشيخ نجم الدين الطبسي - الصفحة ١٢٩
فلا مخالفة لأمره - عليه الصلاة والسلام - إياهم بصلاة التراويح في بيوتهم.
قوله: ثم كان الأمر على ذلك: أي على وفق زمانه (صلى الله عليه وآله) في جميع خلافة الصديق. وقوله: صدرا من خلافة عمر: أي أول خلافته.
قال النووي: ثم جمعهم عمر على أبي بن كعب ". (1) هل صلى عمر بن الخطاب جماعة؟
وقد استدلوا على جواز التراويح جماعة بصلاة الخليفة عمر، ولكن لم يثبت ذلك. وفيما يلي بعض التصريحات من أهل السنة.
1 - جواب أبي طاهر: قال: " إن الثابت في رواية عبد الرحمن بن عبد القاري:
أن الذي كان يصلي بالناس، أبي، وأن عمر كان يصلي في بيته، ولو صلى مع الجماعة لكان هو الإمام بلا شك.
وقد تقدم تفضيل النبي (صلى الله عليه وآله) النفل في البيت على الصلاة في مسجده إلا أن يكون هناك فائدة لا يحصلها في بيته كسماع القرآن من الإمام الحافظ ". (2) 2 - جواب العيني: قال: في شرح قوله: ثم خرجت معه - أي مع عمر ليلة أخرى - وفيه إشعار بأن عمر كان لا يواظب الصلاة معهم، وكأنه يرى أن الصلاة في بيته أفضل، ولا سيما في آخر الليل.
وعن هذا قال الطحاوي: التراويح في البيت أفضل " (3).
هل البدعة تنقسم إلى أقسام؟
بعد أن اتضح من خلال هذه الأبحاث أن التراويح لم تكن على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولا عهد أبي بكر، بل هي من إبداعات الخليفة الثاني، كما صرح هو

١. مسلم (الهامش ١ / ٢٩٣) - الشيخ محمد ذهني.
٢. المغني ٢ / ١٦٨.
٣. عمدة القاري ١١ / 126.
(١٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 ... » »»