دراسات فقهية في مسائل خلافية - الشيخ نجم الدين الطبسي - الصفحة ١٢٠
5 - رواية ابن إدريس: روى ابن إدريس في آخر السرائر نقلا من كتاب أبي القاسم جعفر بن قولويه، عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام):
لما كان أمير المؤمنين (عليه السلام) بالكوفة أتاه الناس فقالوا له: اجعل لنا إماما يؤمنا في رمضان، فقال لهم: لا، ونهاهم أن يجتمعوا فيه، فلما أمسوا جعلوا يقولون:
ابكوا رمضان، وا رمضاناه. فأتى الحارث الأعور في أناس، فقال: يا أمير المؤمنين، ضج الناس وكرهوا قولك.
قال: فقال عند ذلك: دعوهم وما يريدون ليصل بهم من شاؤوا، ثم قال:
* (ومن يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا (1) *. (2) 6 - رواية القاضي نعمان: روى القاضي نعمان عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام) أنه قال: صوم شهر رمضان فريضة، والقيام في جماعة، في ليله بدعة، وما صلاها رسول الله (صلى الله عليه وآله) [في لياليه بجماعة التراويح]، ولو كان خيرا ما تركها، وقد صلى في بعض ليالي شهر رمضان وحده (صلى الله عليه وآله)، فقام قوم خلفه فلما أحس بهم دخل بيته، ففعل ذلك ثلاث ليال. فلما أصبح بعد ثلاث ليال صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس، لا تصلوا غير الفريضة ليلا في شهر رمضان ولا في غيره في جماعة، إن الذي صنعتم بدعة، ولا تصلوا ضحى، فإن الصلاة ضحى بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة سبيلها إلى النار، ثم نزل وهو يقول:
عمل قليل في سنة خير من عمل كثير في بدعة ". (3) قال: وقد روت العامة مثل هذا عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وإن الصلاة نافلة في جماعة في ليل شهر رمضان لم تكن في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ولم تكن في أيام أبي بكر ولا في صدر من أيام عمر، حتى أحدث ذلك عمر فاتبعوه عليه. وقد رووا نهي

١. سورة النساء / ١١٥.
٢. السرائر / المستطرفات ٣ / ٦٣٩ - وسائل الشيعة ٨ / ٤٧ ب ١٠ ح ٥، ورواه العياشي في تفسيره ١ / ٢٧٥ عن حريز، عن بعض أصحابنا عن أحدهما (عليهما السلام).
٣. دعائم الإسلام ١ / ٢١٣ - عنه بحار الأنوار ٩٧ / ٣٨١ ومستدرك الوسائل ٦ / 217 ب 7 ح 2.
(١٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 ... » »»